وصف الطبيعة في الشعر الأندلسي في عصر الخلافة 316 - 399 هـ. - مدونة الرسائل الجامعية العربية

الثلاثاء، 15 مارس 2016

وصف الطبيعة في الشعر الأندلسي في عصر الخلافة 316 - 399 هـ.

وصف الطبيعة في الشعر الأندلسي في عصر الخلافة 316 - 399 هـ.


الوصف:

شعر وصف الطبيعة في الاصل ارتبط بالشعر العربي منذ نشأته، فالطبيعة كانت دائماً مصدر وحي وإلهام للشعراء، فما إن يمثلوا أمامها حتى تتسلل أوصافها من بين شفاههم رقيقة عذبة، وقد اكتنف الشاعر الأندلسي في عصر الخلافة بيئة تفيض سحراً وجمالاً، فوصفها بشعر ينم عن تفاعله معها تفاعلاً قد يصل إلى درجة التوحد في بعض الأحيان، وقد اتاز شعر الطبيعة في هذه الفترة بظهوره مستقلاً حيث لا يكون الوصف في القطعة أو القصيدة جزءاً من أوصاف أخرى، وهذا لا يعني اختفاء شعر الطبيعة من فنون الشعر الأخرى. لقد كرست هذه الدراسة المتواضعة للبحث في شعر وصف الطبيعة وعناصرها التي وقف عندها الشعراء سواء أكانت عناصر الطبيعة الصامتة وما تضمه من مجالي الأرض والسماء وما بينهما، أم كانت عناصر الطبيعة الصائتة التي تمشي في الأرض، أو تحلق في سمائها، مبينة الأثر الكبير للبيئة الأندلسية في تلوين هذا الأدب بلون خاص رغم سيرة ركاب شقيقه المشرقي، كما اخذت بعين الاعتبار ذلك الترف الشديد الذي عاشه الأندلسيون، وكان له دور كبير في تطور شعر وصف الطبيعة، فقد كثرت معايشهم للأزاهير والورود والبساتين والرياض الجميلة، ومجالس الأنس والخمر والغزل، وكلها بيئات خصبة ترعرع بهذا الشعر ازدهر، وكان من الطرافة بمكان أن لاحظت أن حذف الطبيعة كانت تتسلل إلى فنون أخرى غريبة عنه ليعانقها، فوجدته في قصائد المدح والحرب وأدواتها والشكوى، وقد تناولت ذلك كله بالدراسة والتحليل، وكان لابد لي بعد هذه الجولة السريعة بين أحضان الطبيعة وأوصافها أن أتوقف عند شعر وصف الطبيعة في فترة الخلافة لدراسته دراسة لغوية وفنية، وقد تمخضت الدراسة عن شعر غزير قد لا تعني كثرته تفوقه على نظيره في المشرق، إلا أنه يبقى ظاهرة مميزة في الأدب الأندلسي، حيث استطاع شعراء تلك الفترة أن يبدعوا ويبتكروا صوراً جديدة لم يطرقها أحد من قبلهم، وقد جاءت صورهم بوجه عام متحررة من معاني البداوة والقساوة ومتسمة بمعاني البهجة والنشوة، حيث ...


------------------
-----------------------------------

مشاركة مع اصدقاء