من عظماء التاريخ
الامير عبد القادر الجزائري
المبايعـــــــــة:
فرّق الشقاق بين الزعماء كلمة الشعب، وبحث أهالي وعلماء "وهران" عن زعيم يأخذ اللواء ويبايعون على الجهاد تحت قيادته، واستقر الرأي على "محيي الدين الحسني" وعرضوا عليه الأمر، ولكن الرجل اعتذر عن الإمارة وقبل قيادة
الجهاد، فأرسلوا إلى صاحب المغرب الأقصى ليكونوا تحت إمارته، فقبل السلطان "عبد الرحمن بن هشام" سلطان المغرب، وأرسل ابن عمه "علي بن سليمان" ليكون أميرًا على وهران، وقبل أن تستقر الأمور تدخلت فرنسا مهددة السلطان بالحرب، فانسحب السلطان واستدعى ابن عمه ليعود الوضع إلى نقطة الصفر من جديد، ولما كان محيي الدين قد رضي بمسئولية القيادة العسكرية، فقد التفت حوله الجموع من جديد، وخاصة أنه حقق عدة انتصارات على العدو، وقد كان عبد القادر على رأس الجيش في كثير من هذه الانتصارات، فاقترح الوالد أن يتقدم "عبد القادر" لهذا المنصب، فقبل الحاضرون، وقبل الشاب تحمل هذه المسؤولية، وتمت البيعة، ولقبه والده بـ "ناصر الدين" واقترحوا عليه أن يكون "سلطان" ولكنه اختار لقب "الأمير"، وبذلك خرج إلى الوجود "الأمير عبد القادر ناصر الدين بن محيي الدين الحسني"، وكان ذلك في 13 رجب 1248هـ الموافق20 نوفمبر 1832. وحتى تكتمل صورة الأمير عبد القادر، فقد تلقى الشاب مجموعة من العلوم فقد درس الفلسفة (رسائل إخوان الصفا - أرسطوطاليس - فيثاغورس) ودرس الفقه والحديث فدرس صحيح البخاري ومسلم، وقام بتدريسهما، كما تلقى الألفية في
النحو، والسنوسية، والعقائد النسفية في التوحيد، وايساغوجي في المنطق، والإتقان في علوم القرآن، وبهذا اكتمل للأمير العلم الشرعي، والعلم العقلي، والرحلة والمشاهدة، والخبرة العسكرية في ميدان القتال، وعلى ذلك فإن الأمير الشاب تكاملت لديه مؤهلات تجعله كفؤًا لهذه المكانة، وقد وجه خطابه الأول إلى كافة العروش قائلاً: "… وقد قبلت بيعتهم (أي أهالي وهران وما حولها) وطاعتهم، كما أني قبلت هذا المنصب مع عدم ميلي إليه، مؤملاً أن يكون واسطة لجمع كلمة المسلمين، ورفع النزاع والخصام بينهم، وتأمين السبل، ومنع الأعمال المنافية للشريعة المطهرة، وحماية البلاد من العدو، وإجراء الحق والعدل نحو القوى والضعيف، واعلموا أن غايتي القصوى اتحاد الملة المحمدية، والقيام بالشعائر الأحمدية، وعلى الله الاتكال في ذلك كله".
تمثل مقاومة الأمير عبد القادر مرحلة هامة من مراحل الكفاح المسلح للشعب الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي في طوره الأول، فبعد مبايعة الأمير عبد القادر في نوفمبر 1832، وهو في عز شبابه شرع في وضع مشروع بناء دولة حديثة
،فكانت حياته مليئة بالإنجازات العسكرية والسياسية والحضارية.
ويمكن تقسيم المقاومة إلى ثلاث فترات:
مرحلة القوة 1832-1837
وتوسع نفوذ الأمير عبر الغرب الجزائري خاصة بعد انتصاراته العسكرية ، وقد كانت بطولته في المعارك مثار
الإعجاب من العدو والصديق فقد رآه الجميع في موقعة "خنق
النطاح" التي أصيبت ملابسه كلها بالرصاص وقُتِل فرسه ومع ذلك استمر في القتال حتى حاز النصر على عدوه،
وأمام هذه البطولة اضطرت فرنسا إلى عقد اتفاقية هدنة
معه عرفت باسم القائد الفرنسي في وهران وهي معاهدة
"دي
ميشيل" في عام 1834، وبهذه الاتفاقية اعترفت فرنسا بدولة الأمير عبد القادر، وبذلك بدأ الأمير يتجه إلى أحوال
البلاد ينظم شؤونها ويعمرها ويطورها، وقد نجح
الأمير في تأمين بلاده إلى الدرجة التي عبر عنها مؤرخ
فرنسي بقوله: "يستطيع الطفل أن يطوف ملكه منفردًا، على رأسه تاج من ذهب، دون أن يصيبه أذى!!".
1-عزل الحاكم العام ديرلون والجنرال تريزل.
2-تعيين الماريشال كلوزيل حاكما عاما على الجزائر في جويلية 1835 وإرسال قوات كبيرة لمواجهة الأمير.
قام كلوزيل بمهاجمة معسكر عاصمة الأمير ، إلا أنه وجدها خالية فغادرها إلى تلمسان التي احتلها ، إلا أن جيوش الأمير بقيت تسيطر على الطريق الرابط بين تلمسان وهران، فأصبح الجيش الفرنسي محاصرا داخل أسوار المدينة. و لرفع الحصار ، قاد الجنرال بيجو حملة عسكرية كبيرة حقق على إثرها انتصارا في موقعه وادي السكاك سنة 1836، ولكن الأمير نجح في إحراز نصر على القائد الجديد في منطقة "وادي تفنة" أجبرت القائد الفرنسي على عقد معاهدة هدنة جديدة عُرفت باسم "معاهد تافنة" في يوم 30 ماي 1837، كانت فرنسا من خلالها تريد تحقيق الأغراض الآتية:
-التفرغ للقضاء على مقاومة أحمد باي في الشرق الجزائري.
-إعداد فرق عسكرية خاصة بحرب الجبال.
-فك الحصار عن المراكز الفرنسية.
-انتظار وصول الإمدادات العسكرية من فرنسا.
مرحلة تنظيم الدولة 1837-1839 (الهدوء المؤقت)
وعاد الأمير عبد القادر لإصلاح حال بلاده وترميم ما أحدثته المعارك بالحصون والقلاع وتنظيم شؤون البلاد، فاستغل معاهدة التافنة لتعزيز قواته العسكرية و تنظيم دولته من خلال الإصلاحات الإدارية والتنظيمات العسكرية الآتية:
1-تشكيل مجلس وزاري مصغر يضم رئيس الوزراء ، نائب الرئيس ، وزير الخارجية، وزير الخزينة الخاصة و وزير الأوقاف - وزير الأعشار ، الزكاة، ثم الوزراء الكتبة وهم ثلاثة حسب الحاجة و اتخذت هذه الوزارة من مدينة معسكرعاصمة لها.
2- تأسيس مجلس الشورى الأميري و يتكون من 11 عضوا يمثلون مناطق مختلفة.
3- التقسيم الإداري للبلاد إلى ولايات وكل ولاية يديرها خليفة، وقسم الولاية إلى عدة دوائر و وضع على رأس كل دائرة قائدا يدعى برتبة آغا و تضم الدائرة عددا من القبائل يحكمها قائد ،و يتبع القائد مسؤول إداري يحمل لقب شيخ.
4-تنظيم الميزانية وفق مبدأ الزكاة وفرض ضرائب إضافية لتغطية نفقات الجهاد وتدعيم مدارس التعليم…الخ.
5-تدعيم القوة العسكرية بإقامة ورشات للأسلحة و الذخيرة وبناء الحصون على مشارف الصحراء.حتى يزيد من فاعلية جيشه .
6-تصميم علم وطني وشعار رسمي للدولة.
7-ربط علاقات دبلوماسية مع بعض الدول
مرحلة الضعف 1839-1847(حرب الابادة)
بادر المارشال فالي إلى خرق معاهدة التافنة بعبور قواته الأراضي التابعة للأمير، فتوالت النكسات خاصة بعد أن انتهج الفرنسيون أسلوب الأرض المحروقة، كما هي مفهومة من عبارة الحاكم العام الماريشال بيجو: "لن تحرثوا الأرض، وإذا حرثتموها فلن تزرعوها ،وإذا زرعتموها فلن تحصدوها..."
في 23 ديسمبر 1847 سلّم الأمير عبد القادر نفسه بعد قبول القائد الفرنسي لامورسير بشروطه، ونقله إلى مدينة طولون، وكان الأمير يأمل أن يذهب إلى الإسكندرية أو عكا كما هو متفق عليه مع القادة الفرنسيين، ولكن أمله خاب ولم يف الفرنسيون بوعدهم ككل مرة، عندها تمنى الأمير الموت في ساحة الوغى على أن يحدث له ذلك وقد عبّر عن أسفه هذا بهذه الكلمات "لو كنا نعلم أن الحال يؤدي إلى ما آل إليه، لم نترك القتال حتى ينقضي الأجل". وبعدها نقل الأمير وعائلته إلى الإقامة في "لازاريت" ومنها إلى حصن "لامالغ" بتاريخ 10 جانفي 1848 ولما اكتمل عدد المعتقلين من أفراد عائلته وأعوانه نقل الأمير إلى مدينة "بو" Pau في نهاية شهر أفريل من نفس العام، ليستقر بها إلى حين نقل إلى آمبواز . في 16 أكتوبر 1852 .
ظل الأمير عبد القادر في سجون فرنسا يعاني من الإهانة والتضييق حتى عام 1852م ، ثم استدعاه نابليون الثالث بعد توليه الحكم، وأكرم نزله، وأقام له المآدب الفاخرة ليقابل وزراء ووجهاء فرنسا، ويتناول الأمير كافة الشؤون السياسية والعسكرية والعلمية، مما أثار إعجاب الجميع بذكائه وخبرته، ودُعي الأمير لكي يتخذ من فرنسا وطنًا ثانيًا له، ولكنه رفض، ورحل إلى الشرق.
استقر الأمير في استانبول، و التقى فيها بسفراء الدول الأجنبية، وخلال إقامته زار ضريح أبي أيوب الأنصاري و وقف في جامع آيا صوفيا، إلا أنه فضل الإقامة في مدينة بورصة لتاريخها العريق ومناظرها الجميلة ومعالمها الأثرية، لكنه لم يبق فيها طويلا نتيجة الهزات الأرضية التي كانت تضرب المنطقة من حين لآخر، فانتقل إلى دمشق عام 1855 بتفويض من السلطان العثماني.
وفي دمشق تفرغ الأمير عبد القادر للقراءة والتصوف والفقه والحديث والتفسير، و أخذ مكانة بين الوجهاء والعلماء، وقام بالتدريس في المسجد الأموي كما قام بالتدريس قبل ذلك في المدرسة الأشرفية، وفي المدرسة الحقيقية.
وكانت أهم المواقف الإنسانية التي سجلت للأمير، تصديه للفتنة الطائفية التي وقعت بين المسلمين والمسحيين في الشام عام 1276/1860. فكان للأمير دور فعال في حماية أكثر من 15 ألف من النصارى، إذ استضافهم في منازله.
و تحول الأمير إلى شخصية عالمية تحظى بالتقدير و الاحترام في كل مكان يذهب إليه حيث دعي لحضور احتفال تدشين قناة السويس عام 1869.
اختار الأمير مدينة بروصة كمكان لهجرته,ولكن عندما كثرت فيها الزلازل اختار دمشق التي دخلها باحتفال كبير شعبي ورسمي كأحد كبار الفاتحين الأقدمين ,وعاش فيها مكرماً مبجلاً كمهاجر وليس منفي كما يشاع,داعياً لنشرالعلم الشرعي واللغة العربية محارباً للبدع متخذاً من كتاب صحيح البخاري ومسلم وموطأ مالك منهجية تربوية لخدمة المجتمع الإسلامي وتعميق الأيمان. وبقي هناك إلى أن توفاه الله بعد سبعة وعشرين عاماً قضاها مهاجراً في دمشق حتى عام 1300هجرية و1883ميلادية رحمه الله .
شعر من ديوان الامير عبد القادر
من لم يمت عندنا بالطعن عاش مدى *** فنحن أطول خلق
اللَه في العمـــــــــــر
لوحة زيتية تمثل مبايعة الأمير عبد القادر في 27
شجرة الدردار
نصب "نايجلان"
المصادر المعتمدة / حياة الأمير عبد القادر ومقاومته (1807_1883) مقدم من طرف: أكشيش رابح
http://www.djazair50.dz سعيد بكاري
الامير عبد القادر الجزائري
مقدمـــــــــة:
بدات المقاومة الجزائرية نشاطها الجهادي تعبيرا من الشعب الجزائري عن رفضه المطلق للوجود الاستعماري الدخيل على ارضه . وفي هذا السياق عرفت الجزائر المحتلة العديد من المقاومات التي شملت ربوع الوطن وتزامن اندلاعها مكانا و زمانا مع سياسة التوسع الاستعماري الاستيطاني نذكر منها مقاومة احمد باي ومقاومة المقراني واولاد سيدي الشيخ وبالاخص مقاومة الامير عبد القادروالتي سنتطرق لتفاصيلها من خلال هذا البحث.
بدات المقاومة الجزائرية نشاطها الجهادي تعبيرا من الشعب الجزائري عن رفضه المطلق للوجود الاستعماري الدخيل على ارضه . وفي هذا السياق عرفت الجزائر المحتلة العديد من المقاومات التي شملت ربوع الوطن وتزامن اندلاعها مكانا و زمانا مع سياسة التوسع الاستعماري الاستيطاني نذكر منها مقاومة احمد باي ومقاومة المقراني واولاد سيدي الشيخ وبالاخص مقاومة الامير عبد القادروالتي سنتطرق لتفاصيلها من خلال هذا البحث.
يعتبر الأمير عبد القادر من كبار رجال
الدولة الجزائريين في التاريخ المعاصر
،
فهو مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة ورائد مقاومتها ضد الاستعمار الفرنسي بين 1832 و 1847. كما يعد
أيضا من كبار رجال التصوف والشعر
وعلماء الدين .
وفوق كل ذلك كان داعية سلام وتآخي بين مختلف الأجناس والديانات وهو ما فتح له باب صداقات وإعجاب كبار السياسيين في
العالم .
مولــــــــــده:
ولد الأمير عبد القادر في 23 رجب 1222هـ / مايو 1807م، وذلك بقرية "القيطنة" بوادي الحمام من منطقة معسكر "المغرب الأوسط" الجزائر درس اللغة العربية وحفظ القرآن في مدرستها ,ثم أرسله والده للالتحاق بإخوته بمعاهد وهران و تونس و الزيتونة.، ثم انتقل والده إلى مدينة وهران.
لم يكن محيي الدين (والد الأمير عبد القادر) هملاً بين الناس، بل كان ممن لا يسكتون على الظلم، فكان من الطبيعي أن يصطدم مع الحاكم العثماني لمدينة "وهران"، وأدى هذا إلى تحديد إقامة الوالد في بيته، فاختار أن يخرج من الجزائر كلها في رحلة طويلة.
كان الإذن له بالخروج لفريضة الحج عام 1241هـ/ 1825م، فخرج الوالد واصطحب ابنه عبد القادر معه، فكانت رحلة عبد القادر إلى تونس ثم مصر ثم الحجاز ثم البلاد الشامية ثم بغداد، ثم العودة إلى الحجاز ، ثم العودة إلى الجزائر مارًا بمصر وبرقة وطرابلس ثم تونس، وأخيرًا إلى الجزائر من جديد عام 1828 م، فكانت رحلة تعلم ومشاهدة ومعايشة للوطن العربي في هذه الفترة من تاريخه، وما لبث الوالد وابنه أن استقرا في قريتهم "قيطنة"، ولم يمض وقت طويل حتى تعرضت الجزائر لحملة عسكرية فرنسية شرسة، وتمكنت فرنسا من احتلال العاصمة فعلاً في 5 يوليو 1830م، واستسلم الحاكم العثماني سريعًا، ولكن الشعب الجزائري كان له رأي آخر.
مولــــــــــده:
ولد الأمير عبد القادر في 23 رجب 1222هـ / مايو 1807م، وذلك بقرية "القيطنة" بوادي الحمام من منطقة معسكر "المغرب الأوسط" الجزائر درس اللغة العربية وحفظ القرآن في مدرستها ,ثم أرسله والده للالتحاق بإخوته بمعاهد وهران و تونس و الزيتونة.، ثم انتقل والده إلى مدينة وهران.
لم يكن محيي الدين (والد الأمير عبد القادر) هملاً بين الناس، بل كان ممن لا يسكتون على الظلم، فكان من الطبيعي أن يصطدم مع الحاكم العثماني لمدينة "وهران"، وأدى هذا إلى تحديد إقامة الوالد في بيته، فاختار أن يخرج من الجزائر كلها في رحلة طويلة.
كان الإذن له بالخروج لفريضة الحج عام 1241هـ/ 1825م، فخرج الوالد واصطحب ابنه عبد القادر معه، فكانت رحلة عبد القادر إلى تونس ثم مصر ثم الحجاز ثم البلاد الشامية ثم بغداد، ثم العودة إلى الحجاز ، ثم العودة إلى الجزائر مارًا بمصر وبرقة وطرابلس ثم تونس، وأخيرًا إلى الجزائر من جديد عام 1828 م، فكانت رحلة تعلم ومشاهدة ومعايشة للوطن العربي في هذه الفترة من تاريخه، وما لبث الوالد وابنه أن استقرا في قريتهم "قيطنة"، ولم يمض وقت طويل حتى تعرضت الجزائر لحملة عسكرية فرنسية شرسة، وتمكنت فرنسا من احتلال العاصمة فعلاً في 5 يوليو 1830م، واستسلم الحاكم العثماني سريعًا، ولكن الشعب الجزائري كان له رأي آخر.
نسبـــــــــــه:
هو الشيخ الأمير عبد القادر ابن الأمير محيي الدين ابن مصطفى ابن محمد ابن المختار ابن عبد القادر ابن أحمد ابن محمد ابن عبد القوي ابن يوسف ابن أحمد ابن شعبان ابن محمد ابن أدريس الأصغر ابن أدريس الأكبر ابن عبدالله ( الكامل ) أبن الحسن ( المثنى ) أبن الحسن (السبط ) ابن فاطمة بنت محمد رسول الله وزوجة علي ابن أبي طالب بن عم الرسول.و قد ورد نسبه في عدة كتب متخصصة منها:
هو الشيخ الأمير عبد القادر ابن الأمير محيي الدين ابن مصطفى ابن محمد ابن المختار ابن عبد القادر ابن أحمد ابن محمد ابن عبد القوي ابن يوسف ابن أحمد ابن شعبان ابن محمد ابن أدريس الأصغر ابن أدريس الأكبر ابن عبدالله ( الكامل ) أبن الحسن ( المثنى ) أبن الحسن (السبط ) ابن فاطمة بنت محمد رسول الله وزوجة علي ابن أبي طالب بن عم الرسول.و قد ورد نسبه في عدة كتب متخصصة منها:
- جوهرة العقول في ذكر آل الرسول. للشيخ عبد الرحمن بن محمد الفاسي.
- البستان في ذكر العلماء الأعيان. للفقيه عبد الله الونشريسي.
- رياض الأزهار في عدد آل النبي المختار. للمقري التلمساني.
المبايعـــــــــة:
فرّق الشقاق بين الزعماء كلمة الشعب، وبحث أهالي وعلماء "وهران" عن زعيم يأخذ اللواء ويبايعون على الجهاد تحت قيادته، واستقر الرأي على "محيي الدين الحسني" وعرضوا عليه الأمر، ولكن الرجل اعتذر عن الإمارة وقبل قيادة
الجهاد، فأرسلوا إلى صاحب المغرب الأقصى ليكونوا تحت إمارته، فقبل السلطان "عبد الرحمن بن هشام" سلطان المغرب، وأرسل ابن عمه "علي بن سليمان" ليكون أميرًا على وهران، وقبل أن تستقر الأمور تدخلت فرنسا مهددة السلطان بالحرب، فانسحب السلطان واستدعى ابن عمه ليعود الوضع إلى نقطة الصفر من جديد، ولما كان محيي الدين قد رضي بمسئولية القيادة العسكرية، فقد التفت حوله الجموع من جديد، وخاصة أنه حقق عدة انتصارات على العدو، وقد كان عبد القادر على رأس الجيش في كثير من هذه الانتصارات، فاقترح الوالد أن يتقدم "عبد القادر" لهذا المنصب، فقبل الحاضرون، وقبل الشاب تحمل هذه المسؤولية، وتمت البيعة، ولقبه والده بـ "ناصر الدين" واقترحوا عليه أن يكون "سلطان" ولكنه اختار لقب "الأمير"، وبذلك خرج إلى الوجود "الأمير عبد القادر ناصر الدين بن محيي الدين الحسني"، وكان ذلك في 13 رجب 1248هـ الموافق20 نوفمبر 1832. وحتى تكتمل صورة الأمير عبد القادر، فقد تلقى الشاب مجموعة من العلوم فقد درس الفلسفة (رسائل إخوان الصفا - أرسطوطاليس - فيثاغورس) ودرس الفقه والحديث فدرس صحيح البخاري ومسلم، وقام بتدريسهما، كما تلقى الألفية في
النحو، والسنوسية، والعقائد النسفية في التوحيد، وايساغوجي في المنطق، والإتقان في علوم القرآن، وبهذا اكتمل للأمير العلم الشرعي، والعلم العقلي، والرحلة والمشاهدة، والخبرة العسكرية في ميدان القتال، وعلى ذلك فإن الأمير الشاب تكاملت لديه مؤهلات تجعله كفؤًا لهذه المكانة، وقد وجه خطابه الأول إلى كافة العروش قائلاً: "… وقد قبلت بيعتهم (أي أهالي وهران وما حولها) وطاعتهم، كما أني قبلت هذا المنصب مع عدم ميلي إليه، مؤملاً أن يكون واسطة لجمع كلمة المسلمين، ورفع النزاع والخصام بينهم، وتأمين السبل، ومنع الأعمال المنافية للشريعة المطهرة، وحماية البلاد من العدو، وإجراء الحق والعدل نحو القوى والضعيف، واعلموا أن غايتي القصوى اتحاد الملة المحمدية، والقيام بالشعائر الأحمدية، وعلى الله الاتكال في ذلك كله".
تأسيسه للدولـــــة:
عندما تولى عبد القادر الإمارة كانت الوضعية الاقتصادية والإجتماعية صعبة، لم يكن له المال الكافي لإقامة دعائم الدولة إضافة، كان له معارضون لإمارته، ولكنه لم يفقد الامل إذ كان يدعو باستمرار إلى وحدة الصفوف وترك الخلافات الداخلية ونبذ الأغراض الشخصية...كان يعتبر منصبه تكليفا لا تشريفا.وفي نداء له بمسجد معسكر خطب قائلا:«اذا كت قد رضيت بالامارة، فانما ليكون لي حق السير في الطليعة والسير بكم في المعارك في سبيل ”الله“...الإمارة ليست هدفي فأنا مستعد لطاعة أيّ قائد آخر ترونه أجدر منّي وأقدر على قيادتكم شريطة أن يلتزم خدمة الدّين وتحرير الوطن».
عندما تولى عبد القادر الإمارة كانت الوضعية الاقتصادية والإجتماعية صعبة، لم يكن له المال الكافي لإقامة دعائم الدولة إضافة، كان له معارضون لإمارته، ولكنه لم يفقد الامل إذ كان يدعو باستمرار إلى وحدة الصفوف وترك الخلافات الداخلية ونبذ الأغراض الشخصية...كان يعتبر منصبه تكليفا لا تشريفا.وفي نداء له بمسجد معسكر خطب قائلا:«اذا كت قد رضيت بالامارة، فانما ليكون لي حق السير في الطليعة والسير بكم في المعارك في سبيل ”الله“...الإمارة ليست هدفي فأنا مستعد لطاعة أيّ قائد آخر ترونه أجدر منّي وأقدر على قيادتكم شريطة أن يلتزم خدمة الدّين وتحرير الوطن».
إن وحدة الأمة جعلها
الامير هي الأساس لنهضة دولته واجتهد في تحقيق هذه الوحدة رغم عراقيل الاستعمار
والصعوبات التي تلقاها من بعض رؤساء القبائل الذين لم يكن وعيهم السياسي في مستوى
عظمة المهمة وكانت طريقة الامير في تحقيق الوحدة الوحدة هي الاقناع اولا والتذكير
بمتطلبات الايمان والجهاد، لقد كلفته حملات التوعية جهودًا كبيرة لان أكثر القبائل
كانت قد اعتادت حياة الاستقلال ولم تالف الخضوع لسلطة مركزية قوية. بفضل ايمانه
القوي انضمت اليه قبائل كثيرة بدون أن يطلق رصاصة واحدة لاخضاعه بل كانت بلاغته
وحجته كافيتين ليفهم الناس اهدافه في تحقيق الوحدة ومحاربة العدو، لكن عندملا لا
ينفع أسلوب التذكير والإقناع، يشهر سيفه ضدّ من يخرج عن صفوف المسلمين أو يساعد
العدوّ لتفكيك المسلمين، وقد استصدر الأمير فتوى من العلماء تساعده في محاربة
اعداء الدّين والوطن.
كان الأمير يرمي إلى
هدفين:تكوين جيش منظم وتأسيس دولة موحّدة، وكان مساعدوه في هذه المهمة مخلصون..لقد
بذل الأمير وأعوانه جهدًا كبيرا لاستتباب الأمن، فبفضل نظام الشرطة الذي أنشأه
قُضِي على قُطّاع الطرق الذين كانوا يهجمون على المسافرين ويتعدّون على الحرمات،
فأصبح الناس يتنقّلون في أمان وانعدمت السرقات.ولقد قام الأمير بإصلاحات إجتماعية
كثيرة، فقد حارب الفساد الخلقي بشدّة، ومنع الخمر والميسر منعًا باتا ومنع التدخين
ليبعد المجتمع عن التبذير، كما منع استعمال الذهب والفضة للرّجال لأنّه كان يكره
حياة البذح والميوعة. قسّم الأمير التراب الوطني إلى 8 وحدات:(مليانة، معسكر،
تلمسان، الأغواط، المدية، برج بو عريريج، برج حمزة(البويرة)،بسكرة، سطيف)،كما أنشأ
مصانع للأسلحة وبنى الحصون والقلاع(تأقدمات، معسكر، سعيدة) لقد شكل الأمير وزارته
التي كانت تتكون من5 وزارات وجعل مدينة معسكر مقرّا لها، واختار أفضل الرجال ممّن
تميّزهم الكفاءة العلمية والمهارة السياسيةإلى جانب فضائلهم الخلقية، ونظّم
ميزانية الدولة وفق مبدأ الزكاة لتغطية نفقات الجهاد، كما إختار رموز العلم الوطني
وشعار للدولة(نصر من الله وفتح قريب).
أسس الأمير عبد القادر دولة إسلامية قوية ,ونظم جيشاً وطنياً وقف في وجه أكبر دولة برية في العالم في ذلك الزمن موقف الند, وكبد الغزاة خسائرفادحة أفقدتهم الأمل بالسيطرة على البلاد ,فعمد هؤلاء الغزاة إلى تفتيت الوحدة الوطنية التي أسسها الأمير تحت راية "الله أكبر" لمدة سبعة عشرعاماً,وهي مدة حكمه.
ولبطولة الاميراضطرت فرنسا إلى عقد اتفاقية هدنة معه وهي اتفاقية "دي ميشيل" في عام 1834، وبهذه الاتفاقية اعترفت فرنسا بدولة الأمير عبد القادر، وبذلك بدأ الأمير يتجه إلى أحوال البلاد ينظم شؤونها ويعمرها ويطورها، وقد نجح الأمير في تأمين بلاده إلى الدرجة التي عبر عنها مؤرخ فرنسي بقوله: «يستطيع الطفل أن يطوف ملكه منفردًا، على رأسه تاج من ذهب، دون أن يصيبه أذى!!». و كان الامير قد انشا عاصمة متنقلة كعاصمة اوربية متطورة انداك سميت الزمالة.
مقاومة الأمير عبد القادر:
تمثل مقاومة الأمير عبد القادر مرحلة هامة من مراحل الكفاح المسلح للشعب الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي في طوره الأول، فبعد مبايعة الأمير عبد القادر في نوفمبر 1832، وهو في عز شبابه شرع في وضع مشروع بناء دولة حديثة
،فكانت حياته مليئة بالإنجازات العسكرية والسياسية والحضارية.
ويمكن تقسيم المقاومة إلى ثلاث فترات:
مرحلة القوة 1832-1837
عمل الأمير على توحيد صف مختلف القبائل حول مسألة الجهاد، وبسط نفوذه على أغلب الغرب
الجزائري وأتخذ من مدينة معسكر عاصمة له وشرع في تنظيم المقاومة
، فاستولى على ميناء آرزيو لتموينها ، وشرع في تنظيم الجيش
، إضافة الى فرق المدفعية ودربهم على حرب العصابات ، وفي إطار التنظيم العسكري زيادة على توحيد الأوامر
والقوانين العسكرية الدالة على الانضباط والصرامة في
المؤسسة العسكرية مثل :
- وضع سلم تسلسلي للرتب العسكرية
على النحو التالي : رقيب - رئيس الصف - السياف - الآغا.
-قسم الوحدات الأساسية في الجيش النظامي
إلى كتائب و تضم الكتيبة الواحدة مائة جندي.
-وسـع دائرة نفوذه إلى أنحاء أخرى
من الوطن شملت جزءا كبيرا من إقليم تلمسان ومليانة والتيطري
(المدية).
وتوسع نفوذ الأمير عبر الغرب الجزائري خاصة بعد انتصاراته العسكرية ، وقد كانت بطولته في المعارك مثار
الإعجاب من العدو والصديق فقد رآه الجميع في موقعة "خنق
النطاح" التي أصيبت ملابسه كلها بالرصاص وقُتِل فرسه ومع ذلك استمر في القتال حتى حاز النصر على عدوه،
وأمام هذه البطولة اضطرت فرنسا إلى عقد اتفاقية هدنة
معه عرفت باسم القائد الفرنسي في وهران وهي معاهدة
"دي
ميشيل" في عام 1834، وبهذه الاتفاقية اعترفت فرنسا بدولة الأمير عبد القادر، وبذلك بدأ الأمير يتجه إلى أحوال
البلاد ينظم شؤونها ويعمرها ويطورها، وقد نجح
الأمير في تأمين بلاده إلى الدرجة التي عبر عنها مؤرخ
فرنسي بقوله: "يستطيع الطفل أن يطوف ملكه منفردًا، على رأسه تاج من ذهب، دون أن يصيبه أذى!!".
غير أن الجنرال تريزيل الذي خلف
الجنرال ديميشال منذ عام 1835،لم يحترمها و حاول إيجاد الفرصة
لمعاودة قتال الأمير و نقض معاهدة الصلح، و فعلا اغتنم فرصة لجوء قبائل الدوائر و الزمالة إليه . طلب الأمير من
الجنرال تريزيل أن يرفع حمايته عن هذه القبائل ليعيدها إلى سلطته
إلا أن هذا الأخير رفض ، فأستؤنف القتال من جديد حيث التقا
في حوش غابة مولاي إسماعيل قرب مدينة سيق يوم 26 جوان 1835اين دارت بينهما معركة سيق ، انهزم فيها الفرنسيون. ثم التقيا
مرة أخرى في معركة المقطع 27 جوان تكبدت فيها القوات الفرنسية
هزيمة نكراء ترتبت عنها انعكاسات و آثار منها :
1-عزل الحاكم العام ديرلون والجنرال تريزل.2-تعيين الماريشال كلوزيل حاكما عاما على الجزائر في جويلية 1835 وإرسال قوات كبيرة لمواجهة الأمير.
قام كلوزيل بمهاجمة معسكر عاصمة الأمير ، إلا أنه وجدها خالية فغادرها إلى تلمسان التي احتلها ، إلا أن جيوش الأمير بقيت تسيطر على الطريق الرابط بين تلمسان وهران، فأصبح الجيش الفرنسي محاصرا داخل أسوار المدينة. و لرفع الحصار ، قاد الجنرال بيجو حملة عسكرية كبيرة حقق على إثرها انتصارا في موقعه وادي السكاك سنة 1836، ولكن الأمير نجح في إحراز نصر على القائد الجديد في منطقة "وادي تفنة" أجبرت القائد الفرنسي على عقد معاهدة هدنة جديدة عُرفت باسم "معاهد تافنة" في يوم 30 ماي 1837، كانت فرنسا من خلالها تريد تحقيق الأغراض الآتية:
-التفرغ للقضاء على مقاومة أحمد باي في الشرق الجزائري.
-إعداد فرق عسكرية خاصة بحرب الجبال.
-فك الحصار عن المراكز الفرنسية.
-انتظار وصول الإمدادات العسكرية من فرنسا.
مرحلة تنظيم الدولة 1837-1839 (الهدوء المؤقت)
وعاد الأمير عبد القادر لإصلاح حال بلاده وترميم ما أحدثته المعارك بالحصون والقلاع وتنظيم شؤون البلاد، فاستغل معاهدة التافنة لتعزيز قواته العسكرية و تنظيم دولته من خلال الإصلاحات الإدارية والتنظيمات العسكرية الآتية:
1-تشكيل مجلس وزاري مصغر يضم رئيس الوزراء ، نائب الرئيس ، وزير الخارجية، وزير الخزينة الخاصة و وزير الأوقاف - وزير الأعشار ، الزكاة، ثم الوزراء الكتبة وهم ثلاثة حسب الحاجة و اتخذت هذه الوزارة من مدينة معسكرعاصمة لها.
2- تأسيس مجلس الشورى الأميري و يتكون من 11 عضوا يمثلون مناطق مختلفة.
3- التقسيم الإداري للبلاد إلى ولايات وكل ولاية يديرها خليفة، وقسم الولاية إلى عدة دوائر و وضع على رأس كل دائرة قائدا يدعى برتبة آغا و تضم الدائرة عددا من القبائل يحكمها قائد ،و يتبع القائد مسؤول إداري يحمل لقب شيخ.
4-تنظيم الميزانية وفق مبدأ الزكاة وفرض ضرائب إضافية لتغطية نفقات الجهاد وتدعيم مدارس التعليم…الخ.
5-تدعيم القوة العسكرية بإقامة ورشات للأسلحة و الذخيرة وبناء الحصون على مشارف الصحراء.حتى يزيد من فاعلية جيشه .
6-تصميم علم وطني وشعار رسمي للدولة.
7-ربط علاقات دبلوماسية مع بعض الدول
مرحلة الضعف 1839-1847(حرب الابادة)
بادر المارشال فالي إلى خرق معاهدة التافنة بعبور قواته الأراضي التابعة للأمير، فتوالت النكسات خاصة بعد أن انتهج الفرنسيون أسلوب الأرض المحروقة، كما هي مفهومة من عبارة الحاكم العام الماريشال بيجو: "لن تحرثوا الأرض، وإذا حرثتموها فلن تزرعوها ،وإذا زرعتموها فلن تحصدوها..."
فلجأ الفرنسيون إلى الوحشية في هجومهم على المدنيين العزل فقتلوا النساء والأطفال
والشيوخ، وحرقوا القرى والمدن التي تساند الأمير.
وبدأت الكفة ترجح لصالح العدو بعد استيلائه على عاصمة الأمير تاقدامت 1841، ثم سقوط الزمالة -عاصمة الأمير المتنقلة- سنة 1843 و على إثر ذلك اتجه الأمير إلى المغرب في أكتوبر عام 1843 الذي ناصره في أول الأمر ثم اضطر إلى التخلي عنه على إثر قصف الأسطول الفرنسي لمدينة طنجة و الصويرة ، وتحت وطأة الهجوم الفرنسي يضطر السلطان المغربي إلى طرد الأميرعبد القادر، بل ويتعهد للفرنسيين بالقبض عليه. الأمر الذي دفعه إلى العودة إلى الجزائر في سبتمبر 1845 محاولا تنظيم المقاومة من جديد .
يبدأ الأمير سياسة جديدة في حركته، إذ يسارع لتجميع مؤيديه من القبائل، ويصير ديدنه الحركة السريعة بين القبائل فإنه يصبح في مكان ويمسي في مكان آخر حتى لقب باسم "أبا ليلة وأبا نهار"، واستطاع أن يحقق بعض الانتصارات، ففي عام 1846 و أثناء تنقلاته في مناطق الجلفة و التيتري مدعوما بقبائل أولاد نائل قام الأمير بعدة معارك مع العدو من بينها معارك في زنينة، عين الكحلة و وادي بوكحيل، وصولا إلى معارك بوغني و يسر في بلاد القبائل.
غير أن الأمر استعصى عليه خاصة بعد فقدان أبرز أعوانه، فلجأ مرة ثانية إلى بلاد المغرب، وكانت المفاجأة أن سلطان المغرب وجه قواته لمحاربة الأمير، ومن ناحية أخرى ورد في بعض الكتابات أن بعض القبائل المغربية راودت الأميرعبد القادر أن تسانده لإزالة السلطان القائم ومبايعته سلطانًا بالمغرب، وعلى الرغم من انتصار الأمير عبد القادر على الجيش المغربي، إلا أن المشكلة الرئيسية أمام الأمير هي الحصول على سلاح لجيشه، ومن ثم أرسل لكل من بريطانيا وأمريكا يطلب المساندة والمدد بالسلاح في مقابل إعطائهم مساحة من سواحل الجزائر: كقواعد عسكرية أو لاستثمارها، وبمثل ذلك تقدم للعرش الإسباني ولكنه لم يتلقَ أي إجابة، وأمام هذا الوضع اضطر في النهاية إلى التفاوض مع القائد الفرنسي "الجنرال لامور يسيار" على الاستسلام على أن يسمح له بالهجرة إلى الإسكندرية أو عكا ومن أراد من اتباعه، وتلقى وعدًا زائفًا بذلك فاستسلم في 23 ديسمبر 1847م.
وبدأت الكفة ترجح لصالح العدو بعد استيلائه على عاصمة الأمير تاقدامت 1841، ثم سقوط الزمالة -عاصمة الأمير المتنقلة- سنة 1843 و على إثر ذلك اتجه الأمير إلى المغرب في أكتوبر عام 1843 الذي ناصره في أول الأمر ثم اضطر إلى التخلي عنه على إثر قصف الأسطول الفرنسي لمدينة طنجة و الصويرة ، وتحت وطأة الهجوم الفرنسي يضطر السلطان المغربي إلى طرد الأميرعبد القادر، بل ويتعهد للفرنسيين بالقبض عليه. الأمر الذي دفعه إلى العودة إلى الجزائر في سبتمبر 1845 محاولا تنظيم المقاومة من جديد .
يبدأ الأمير سياسة جديدة في حركته، إذ يسارع لتجميع مؤيديه من القبائل، ويصير ديدنه الحركة السريعة بين القبائل فإنه يصبح في مكان ويمسي في مكان آخر حتى لقب باسم "أبا ليلة وأبا نهار"، واستطاع أن يحقق بعض الانتصارات، ففي عام 1846 و أثناء تنقلاته في مناطق الجلفة و التيتري مدعوما بقبائل أولاد نائل قام الأمير بعدة معارك مع العدو من بينها معارك في زنينة، عين الكحلة و وادي بوكحيل، وصولا إلى معارك بوغني و يسر في بلاد القبائل.
غير أن الأمر استعصى عليه خاصة بعد فقدان أبرز أعوانه، فلجأ مرة ثانية إلى بلاد المغرب، وكانت المفاجأة أن سلطان المغرب وجه قواته لمحاربة الأمير، ومن ناحية أخرى ورد في بعض الكتابات أن بعض القبائل المغربية راودت الأميرعبد القادر أن تسانده لإزالة السلطان القائم ومبايعته سلطانًا بالمغرب، وعلى الرغم من انتصار الأمير عبد القادر على الجيش المغربي، إلا أن المشكلة الرئيسية أمام الأمير هي الحصول على سلاح لجيشه، ومن ثم أرسل لكل من بريطانيا وأمريكا يطلب المساندة والمدد بالسلاح في مقابل إعطائهم مساحة من سواحل الجزائر: كقواعد عسكرية أو لاستثمارها، وبمثل ذلك تقدم للعرش الإسباني ولكنه لم يتلقَ أي إجابة، وأمام هذا الوضع اضطر في النهاية إلى التفاوض مع القائد الفرنسي "الجنرال لامور يسيار" على الاستسلام على أن يسمح له بالهجرة إلى الإسكندرية أو عكا ومن أراد من اتباعه، وتلقى وعدًا زائفًا بذلك فاستسلم في 23 ديسمبر 1847م.
سجن الامير عبد القادرومعاناته :
في 23 ديسمبر 1847 سلّم الأمير عبد القادر نفسه بعد قبول القائد الفرنسي لامورسير بشروطه، ونقله إلى مدينة طولون، وكان الأمير يأمل أن يذهب إلى الإسكندرية أو عكا كما هو متفق عليه مع القادة الفرنسيين، ولكن أمله خاب ولم يف الفرنسيون بوعدهم ككل مرة، عندها تمنى الأمير الموت في ساحة الوغى على أن يحدث له ذلك وقد عبّر عن أسفه هذا بهذه الكلمات "لو كنا نعلم أن الحال يؤدي إلى ما آل إليه، لم نترك القتال حتى ينقضي الأجل". وبعدها نقل الأمير وعائلته إلى الإقامة في "لازاريت" ومنها إلى حصن "لامالغ" بتاريخ 10 جانفي 1848 ولما اكتمل عدد المعتقلين من أفراد عائلته وأعوانه نقل الأمير إلى مدينة "بو" Pau في نهاية شهر أفريل من نفس العام، ليستقر بها إلى حين نقل إلى آمبواز . في 16 أكتوبر 1852 .
ظل الأمير عبد القادر في سجون فرنسا يعاني من الإهانة والتضييق حتى عام 1852م ، ثم استدعاه نابليون الثالث بعد توليه الحكم، وأكرم نزله، وأقام له المآدب الفاخرة ليقابل وزراء ووجهاء فرنسا، ويتناول الأمير كافة الشؤون السياسية والعسكرية والعلمية، مما أثار إعجاب الجميع بذكائه وخبرته، ودُعي الأمير لكي يتخذ من فرنسا وطنًا ثانيًا له، ولكنه رفض، ورحل إلى الشرق.
استقر الأمير في استانبول، و التقى فيها بسفراء الدول الأجنبية، وخلال إقامته زار ضريح أبي أيوب الأنصاري و وقف في جامع آيا صوفيا، إلا أنه فضل الإقامة في مدينة بورصة لتاريخها العريق ومناظرها الجميلة ومعالمها الأثرية، لكنه لم يبق فيها طويلا نتيجة الهزات الأرضية التي كانت تضرب المنطقة من حين لآخر، فانتقل إلى دمشق عام 1855 بتفويض من السلطان العثماني.
وفي دمشق تفرغ الأمير عبد القادر للقراءة والتصوف والفقه والحديث والتفسير، و أخذ مكانة بين الوجهاء والعلماء، وقام بالتدريس في المسجد الأموي كما قام بالتدريس قبل ذلك في المدرسة الأشرفية، وفي المدرسة الحقيقية.
وكانت أهم المواقف الإنسانية التي سجلت للأمير، تصديه للفتنة الطائفية التي وقعت بين المسلمين والمسحيين في الشام عام 1276/1860. فكان للأمير دور فعال في حماية أكثر من 15 ألف من النصارى، إذ استضافهم في منازله.
و تحول الأمير إلى شخصية عالمية تحظى بالتقدير و الاحترام في كل مكان يذهب إليه حيث دعي لحضور احتفال تدشين قناة السويس عام 1869.
وفاتـــــــه:
اختار الأمير مدينة بروصة كمكان لهجرته,ولكن عندما كثرت فيها الزلازل اختار دمشق التي دخلها باحتفال كبير شعبي ورسمي كأحد كبار الفاتحين الأقدمين ,وعاش فيها مكرماً مبجلاً كمهاجر وليس منفي كما يشاع,داعياً لنشرالعلم الشرعي واللغة العربية محارباً للبدع متخذاً من كتاب صحيح البخاري ومسلم وموطأ مالك منهجية تربوية لخدمة المجتمع الإسلامي وتعميق الأيمان. وبقي هناك إلى أن توفاه الله بعد سبعة وعشرين عاماً قضاها مهاجراً في دمشق حتى عام 1300هجرية و1883ميلادية رحمه الله .
على خطى الأمير عبد القادر.... بولاية معسكر
وتستوقف الزائر لولاية معسكر شواهد حية لمآثر هذه الشخصية على غرار زاوية سيدي محيى الدين الواقعة ببلدية القيطنة بمنطقة غريس والتي ولد بقربها الأمير عبد القادر بن محي الدين سنة1808.
وتعد هذه الزاوية من بين أهم المعالم التي تجمع بين الثقافة والسياحة والتاريخ فيها تتلمذ الأمير عبد القادر و حفظ القرآن الكريم على يد والده محي الدين.
وعلى الرغم من الحالة الجيدة لهذا المعلم بعد التحسينات التي أدخلت عليه سواء تعلق الأمر بقاعة الصلاة أو ببهو الزاوية التي تتوسطها نافورة تميز العمارة الإسلامية أو بالنسبة للحجرات المخصصة لإقامة الطلبة غير أن المساحة التي من حوله تحتاج الى تهيئة وتزويد بالمرافق الضرورية لأجل استقبال الزوار.
وتكمن أهمية هذه الزاوية في استقطابها لعدد كبير من الزوار لاسيما الباحثين والمشاركين في الملتقيات العلمية والتاريخية الخاصة بفكر وسيرة الأمير كما أكده أستاذ التاريخ بجامعة معسكر بشير حمايدي.
وتستوقف الزائر لولاية معسكر شواهد حية لمآثر هذه الشخصية على غرار زاوية سيدي محيى الدين الواقعة ببلدية القيطنة بمنطقة غريس والتي ولد بقربها الأمير عبد القادر بن محي الدين سنة1808.
وتعد هذه الزاوية من بين أهم المعالم التي تجمع بين الثقافة والسياحة والتاريخ فيها تتلمذ الأمير عبد القادر و حفظ القرآن الكريم على يد والده محي الدين.
وعلى الرغم من الحالة الجيدة لهذا المعلم بعد التحسينات التي أدخلت عليه سواء تعلق الأمر بقاعة الصلاة أو ببهو الزاوية التي تتوسطها نافورة تميز العمارة الإسلامية أو بالنسبة للحجرات المخصصة لإقامة الطلبة غير أن المساحة التي من حوله تحتاج الى تهيئة وتزويد بالمرافق الضرورية لأجل استقبال الزوار.
وتكمن أهمية هذه الزاوية في استقطابها لعدد كبير من الزوار لاسيما الباحثين والمشاركين في الملتقيات العلمية والتاريخية الخاصة بفكر وسيرة الأمير كما أكده أستاذ التاريخ بجامعة معسكر بشير حمايدي.
شجرة الدردار... تاريخ ، عبر و سياحة
وتعد شجرة الدردار أو"الدردارة" الموجودة أيضا بمنطقة غريس هي الأخرى من المعالم الشاهدة على تاريخ الأميرعبد القادر لرمزيتها التاريخية والدينية والوجدانية باعتبارها المكان الذي احتضن مبايعته الأولى في 27 نوفمبر سنة 1832.
ولم تنل العوامل الطبيعية وتعاقب السنين من هذه الشجرة "المباركة كما يصفها أهل المنطقة حيث بقيت شامخة بالرغم من أنه لم يتبق منها سوى جذع كبير بعد نزع فرعين منها بعد أن جفا ويبسا.
وتعتبر الدردارة التي يقارب قطر قاعدتها حاليا نحو 80 سنتيمتر من الاشجار ذات الأوراق الصغيرة الخضراء التي تغطي الأغصان بكثافة بداية من فصل الربيع لتتساقط في الخريف و تسقط معها بذورها التي تنبت منها شجيرات من هذا الصنف النباتي وبالقرب من شجرة الدردار التي تعرف في بعض مناطق الوطن بشجرة "السل" و"أسلن" كما يسميها أهل منطقة القبائل تم تشييد جداريات كبيرة تلخص مقاومة الأميرعبد القادر منقوشة على الرخام كالتقسيم الإداري الذي استحدثه وأسماء ولاته على العمالات.
كما توجد لوحات فنية من الحجم الكبير مرسومة بالألوان على الحجر والرخام ايضا تخلد أهم المعارك التي خاضها الأمير من سنة 1832 الى غاية 1847 على غرار معركة المقطع و معركة خنق النطاح الأولى والثانية و يحتاج هذا المعلم الذي يزوره المواطنون من مختلف أنحاء الوطن الى ترويج ثقافي وسياحي ولما لا زيارات منظمة لفائدة تلاميذ المؤسسات التربوية والتعليمية ليس فقط من ولاية معسكر بل من ولايات الوطن الأخرى لتعميم الفائدة تربويا وثقافيا وسياحيا.
وتعد شجرة الدردار أو"الدردارة" الموجودة أيضا بمنطقة غريس هي الأخرى من المعالم الشاهدة على تاريخ الأميرعبد القادر لرمزيتها التاريخية والدينية والوجدانية باعتبارها المكان الذي احتضن مبايعته الأولى في 27 نوفمبر سنة 1832.
ولم تنل العوامل الطبيعية وتعاقب السنين من هذه الشجرة "المباركة كما يصفها أهل المنطقة حيث بقيت شامخة بالرغم من أنه لم يتبق منها سوى جذع كبير بعد نزع فرعين منها بعد أن جفا ويبسا.
وتعتبر الدردارة التي يقارب قطر قاعدتها حاليا نحو 80 سنتيمتر من الاشجار ذات الأوراق الصغيرة الخضراء التي تغطي الأغصان بكثافة بداية من فصل الربيع لتتساقط في الخريف و تسقط معها بذورها التي تنبت منها شجيرات من هذا الصنف النباتي وبالقرب من شجرة الدردار التي تعرف في بعض مناطق الوطن بشجرة "السل" و"أسلن" كما يسميها أهل منطقة القبائل تم تشييد جداريات كبيرة تلخص مقاومة الأميرعبد القادر منقوشة على الرخام كالتقسيم الإداري الذي استحدثه وأسماء ولاته على العمالات.
كما توجد لوحات فنية من الحجم الكبير مرسومة بالألوان على الحجر والرخام ايضا تخلد أهم المعارك التي خاضها الأمير من سنة 1832 الى غاية 1847 على غرار معركة المقطع و معركة خنق النطاح الأولى والثانية و يحتاج هذا المعلم الذي يزوره المواطنون من مختلف أنحاء الوطن الى ترويج ثقافي وسياحي ولما لا زيارات منظمة لفائدة تلاميذ المؤسسات التربوية والتعليمية ليس فقط من ولاية معسكر بل من ولايات الوطن الأخرى لتعميم الفائدة تربويا وثقافيا وسياحيا.
وغير بعيد عن الدردارة يتراءى للزائر معلم تاريخي و ديني وحضاري آخر يؤرخ لخطى الأمير عبد القادر يحتاج هو الآخر إلى الاهتمام والترويج السياحي ويتعلق الأمر بمسجد سيدي حسان بوسط مدينة معسكر وهو المكان الذي تمت فيه المبايعة الثانية في 4 فيفري 1833 بحيث التقى فيه أهل الحل والعقد لتأكيد مبايعة الأمير عبد القادر على الجهاد ضد المستعمر الفرنسي.
نصب "نايجلان" بسيدي قادة ... أو ذر الرماد في الأعين
من بين المعالم الهامة الموجودة بمدينة معسكر وبالتحديد على مستوى "زمالة الأمير عبد القادر" (عاصمة متنقلة) ببلدية سيدي قادة (الجد الرابع للأمير) النصب التذكاري الذي أقامته فرنسا بعد أزيد من قرن من انتهاء مقاومة الأمير عبد القادر والذي شيد يوم 15 أكتوبر سنة 1949 من طرف الوزير الحاكم العام للجزائر نايجلان." M E Naegelen ويشير الباحث في التاريخ الاستاذ محمد باغلي الى أن الاستعمار الفرنسي لجأ الى تشييد هذا النصب في محاولة منه الى "استعطاف" الأهالي قبل موعد انتخابي أنذاك وكذلك بغرض "امتصاص الاحتقان" الذي كان موجودا في أوساط الجزائريين جراء مجازر 8 ماي 1945 بسطيف وقالمة وخراطة و مناطق أخرى من الوطن والتي ذهب ضحيتها أزيد من 45 ألف شهيد.
غير أن الأستاذ باغلي يؤكد أن إقامة هذا النصب الذي كتب عليه عبارتي "في ذكرى الأمير عبد القادر" و " إشادة بالصداقة الفرنسية الاسلامية ما هو إلا "ذر للرماد في الأعين" باعتبار أن الأمير عبد القادر حارب فرنسا دون هوادة لأزيد من 15 سنة (1832- 1874).
وبغض النظرعن تفاصيله التاريخية فان المعلم —البالغ طوله نحو 10 أمتار ذو اللون البني المائل الى الإحمرار على غرار اللون الذي يطبع القصور المعروفة بالجنوب الجزائري — يعد صفحة مفتوحة للباحثين والزائرين والسياح.
من بين المعالم الهامة الموجودة بمدينة معسكر وبالتحديد على مستوى "زمالة الأمير عبد القادر" (عاصمة متنقلة) ببلدية سيدي قادة (الجد الرابع للأمير) النصب التذكاري الذي أقامته فرنسا بعد أزيد من قرن من انتهاء مقاومة الأمير عبد القادر والذي شيد يوم 15 أكتوبر سنة 1949 من طرف الوزير الحاكم العام للجزائر نايجلان." M E Naegelen ويشير الباحث في التاريخ الاستاذ محمد باغلي الى أن الاستعمار الفرنسي لجأ الى تشييد هذا النصب في محاولة منه الى "استعطاف" الأهالي قبل موعد انتخابي أنذاك وكذلك بغرض "امتصاص الاحتقان" الذي كان موجودا في أوساط الجزائريين جراء مجازر 8 ماي 1945 بسطيف وقالمة وخراطة و مناطق أخرى من الوطن والتي ذهب ضحيتها أزيد من 45 ألف شهيد.
غير أن الأستاذ باغلي يؤكد أن إقامة هذا النصب الذي كتب عليه عبارتي "في ذكرى الأمير عبد القادر" و " إشادة بالصداقة الفرنسية الاسلامية ما هو إلا "ذر للرماد في الأعين" باعتبار أن الأمير عبد القادر حارب فرنسا دون هوادة لأزيد من 15 سنة (1832- 1874).
وبغض النظرعن تفاصيله التاريخية فان المعلم —البالغ طوله نحو 10 أمتار ذو اللون البني المائل الى الإحمرار على غرار اللون الذي يطبع القصور المعروفة بالجنوب الجزائري — يعد صفحة مفتوحة للباحثين والزائرين والسياح.
كما تحتوي زمالة الأمير بسيدي قادة ايضا على بيته وحمامه الشخصي اللذين يوجدان في حالة جيدة وعلاوة على هذه الاماكن تزخر معسكر بمعالم أخرى تحتفظ بسيرة الرجل جديرة بالتعريف والزيارة والترويج السياحي كإقامته التي اتخذها دارا للقيادة والمحكمة الرئيسية وهما معلمان شيدا في القرن ال18 و اتخذهما الأمير عبد القادر كمقرين للدولة الجزائرية ناهيك عن المتحف الموجود بأعالي منطقة بني شقران الذي يضم علاوة على تمثال الأمير قاعة بها مقتنياته كبرنوسه وعدد من الوثائق التاريخية التي خطها بيده وصور نادرة تعود الى فترة اقامته ببلاد الشام.
تلمسان الحضارة تؤرخ لخطى الأمير عبد القادر
تعتبر ولاية تلمسان من بين ولايات الوطن التي تزخر بمعالم سياحية وتاريخية و ثقافية ودينية قلما نجدها في ولايات أخرى، فبها يوجد مقام الولي الصالح سيدي بومدين و قصر المشور وباب القرمدين وهضبة لالا ستي والمنصورة وخصائص طبيعية كالحمامات المعدنية وغيرها.
وكان لمدينة تلمسان مكانة خاصة و مرموقة في نفسية الأمير عبد القادر لا لجمال طبيعتها الخلابة أو لخصب أراضيها وكثرة خيراتها أو لعراقة تاريخها فحسب وإنما لموقعها الاستراتيجي أيضا وتيقنا منه بأهمية هذه المدينة بالنسبة للجزائر عمل الأميرعبد القادر جاهدا على ضمها الى عمالاته الأخرى.
منطقة عشبة..... محرقة فرنسية ضد الجزائريين
تعد منطقة "عشبة" الواقعة ببلدية فزة دائرة شتوان (ولاية تلمسان) من بين الأماكن الشاهدة على وحشية الاستعمار الفرنسي ، ففي هذا الموقع الجبلي المطل على مدينة تلمسان أقام الأمير عبد القادر أول "زمالة" له بالمنطقة وعلى أرضها اصطدم بالجيش الفرنسي لما حاول صد هجومه الأول ضد تلمسان في معركة تاريخية عرفت بمعركة "عشبة" و التي دارت رحاها في جانفي 1836 و قادها عن الجانب الفرنسي الجنرال "كلوزيل.
وقد شهدت هذه المنطقة بعد ذلك التاريخ مناوشات وكر وفر متعددين بين جيش الأمير والجيش الاستعماري في محاولة كل طرف منع الآخر من دخول تلمسان و يؤكد الأستاذ باغلي أن العديد من الشهادات المتداولة شفهيا لدى التلمسانيين والتلمسانيات و كذا شهادات ضباط الجيش الاستعماري تذكر بأن هذا الأخير أقدم في إحدى المرات —انتقاما من الأهالي الذين ساندوا الأمير— على الزج ببعض منهم في مغارات سيدي هارون بعشبة وأضرم النيران من حولها فمات بعضهم اختناقا والبعض الآخر حرقا ، ولا زالت هذه المغارات موجودة وشاهدة على تلك الوقائع الى غاية اليوم وعند زيارة الوفد الإعلامي الى هذه المغارات —التي يبلغ قطر كل واحدة منها بين المتر والمتر والنصف— يلاحظ غياب العناية بها أو تسييجها مما يستدعي تدخل الجهات المعنية لحمايتها وتصنيفها حفظا للذاكرة من جهة ولاتخاذها فضاء مفتوحا للزوار والسياح والباحثين من جهة ثانية كما يأتي إماطة اللثام عن وقائع مغارات سيدي هارون ليضاف الى جرائم أخرى للاستعمار الفرنسي في تلك الحقبة على غرار إبادته لقبيلة العوفية يوم 6 أفريل 1832 وحرق أهالي الظهرة في جوان 1845 وغيرها.
قصر المشور، مجلس الإمام السنوسي، بيوت تلمسان...من هنا مرّ الأمير
يعتبر قصر "المشور" الذي بني سنة 1318 ميلادية و أعيد ترميمه سنة 2011 من بين أهم المعالم الحضارية والإبداعية للحضارة الإسلامية في الجزائر عامة وفي تلمسان بصفة خاصة. وكان الصراع بين الأمير عبد القادر والجيش الفرنسي مريرا من أجل دخوله لما يمثل من رمزية للسلطة والحكم و بسط النفوذ.
وقد استرجع الامير عبد القادر قصر المشور بعد معاهدة التافنة يوم 30 ماي 1887 إذ نص البند التاسع منها على تخلى فرنسا عن تلمسان قبل أن تستولي عليه من جديد بعد بسط نفوذها على كامل التراب الوطني كما كان للامير بتلمسان شواهد ثقافية وعلمية من بينها مجلس الإمام السنوسي الذي يعد من الأماكن التي حرص مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة على زيارتها والاعتكاف بها أحيانا بسبب تأثره بفقه الإمام السنوسي (كتب حول فقهه ومؤلفاته وشرحها) وما يميز هذا المجلس ذو الطراز المعماري التقليدي البسيط الواقع بوسط مدينة تلمسان و الذي يقارب عمره خمسة قرون هو تلاوة القرآن الكريم به بعد عصر كل يوم جمعة و انشاد المدائح دون انقطاع الى غاية اليوم.
كما ان اهميته العلمية والروحية جعلته مقصد العديد من العلماء والشخصيات من بينهم العلامة عبد الرحمن بن خلدون وعليه فان الامير عبد القادر لم يكن ليفوت فرصة المرور من هذا المعلم ذي الابعاد الروحية والحضارية والثقافية مثلما أكد الدكتور ناصر عبود من جامعة تلمسان على الصعيد الاجتماعي لم يكن للامير عبد القادر بيتا خاصا بتلمسان فقدكان يقصد العديد من بيوت اصدقائه وانصاره مثلما يؤكد الاستاذ باغلي إذ تنقل بين أماكن عديدة بعاصمة الزيانيين و كان استقراره بكل واحد منها مؤقتا بسبب ظروف تلك المرحلة ومتطلبات الحرب ضد الاستعمار فقد أقام في كل من عشبة و السكاك و منطقة الفحول و باب تازة و جنوب ندرومة و مغنية وجنوب الغزوات وغيرها ومن بين البيوت التي لا زال أهلها يستذكرون مرور الأمير بها جيلا بعد جيل منزل عائلة قصراوي الموجود ب"درب السلسلة" بوسط احياء تلمسان العتيقة غير بعيد عن خلوة الشيخ السنوسي.
ويروي كلوش قصراوي أحد أحفاد الشيخ عبد القادر قصراوي صاحب البيت وصديق الامير عبد القادر ان جدته روت مرارا أن الامير عبد القادر زار هذا البيت في مرات عديدة وبالرغم من أن بهو البيت قد تم تجديده بمواد بناء حديثة إلا أن غرفه لازالت تقليدية بأقواسها وسقوفها الخشبية مما يستدعي الاهتمام بمثل هذه المعالم وصيانتها منعا لاندثارها مع مرور الزمن وحتى تبقى شاهدا للاجيال.
و لا يمكن حصر خطى الأمير في معسكر و تلمسان في هذه الأماكن فحسب بل هناك العديد منها يحتاج الى التعريف والتأريخ والبحث سواء بالولايتين المذكورتين أو بمناطق أخرى من الوطن. ولمعرفة مواقع أخرى لمواطئ قدم الامير عبد القادر يتعين على قطاعات عديدة ذات الصلة بالموضوع على غرار السياحة والثقافة والتربية و البحث العلمي تسليط الضوء على هذه المواطئ والمواقع والمآثر.
تعتبر ولاية تلمسان من بين ولايات الوطن التي تزخر بمعالم سياحية وتاريخية و ثقافية ودينية قلما نجدها في ولايات أخرى، فبها يوجد مقام الولي الصالح سيدي بومدين و قصر المشور وباب القرمدين وهضبة لالا ستي والمنصورة وخصائص طبيعية كالحمامات المعدنية وغيرها.
وكان لمدينة تلمسان مكانة خاصة و مرموقة في نفسية الأمير عبد القادر لا لجمال طبيعتها الخلابة أو لخصب أراضيها وكثرة خيراتها أو لعراقة تاريخها فحسب وإنما لموقعها الاستراتيجي أيضا وتيقنا منه بأهمية هذه المدينة بالنسبة للجزائر عمل الأميرعبد القادر جاهدا على ضمها الى عمالاته الأخرى.
منطقة عشبة..... محرقة فرنسية ضد الجزائريين
تعد منطقة "عشبة" الواقعة ببلدية فزة دائرة شتوان (ولاية تلمسان) من بين الأماكن الشاهدة على وحشية الاستعمار الفرنسي ، ففي هذا الموقع الجبلي المطل على مدينة تلمسان أقام الأمير عبد القادر أول "زمالة" له بالمنطقة وعلى أرضها اصطدم بالجيش الفرنسي لما حاول صد هجومه الأول ضد تلمسان في معركة تاريخية عرفت بمعركة "عشبة" و التي دارت رحاها في جانفي 1836 و قادها عن الجانب الفرنسي الجنرال "كلوزيل.
وقد شهدت هذه المنطقة بعد ذلك التاريخ مناوشات وكر وفر متعددين بين جيش الأمير والجيش الاستعماري في محاولة كل طرف منع الآخر من دخول تلمسان و يؤكد الأستاذ باغلي أن العديد من الشهادات المتداولة شفهيا لدى التلمسانيين والتلمسانيات و كذا شهادات ضباط الجيش الاستعماري تذكر بأن هذا الأخير أقدم في إحدى المرات —انتقاما من الأهالي الذين ساندوا الأمير— على الزج ببعض منهم في مغارات سيدي هارون بعشبة وأضرم النيران من حولها فمات بعضهم اختناقا والبعض الآخر حرقا ، ولا زالت هذه المغارات موجودة وشاهدة على تلك الوقائع الى غاية اليوم وعند زيارة الوفد الإعلامي الى هذه المغارات —التي يبلغ قطر كل واحدة منها بين المتر والمتر والنصف— يلاحظ غياب العناية بها أو تسييجها مما يستدعي تدخل الجهات المعنية لحمايتها وتصنيفها حفظا للذاكرة من جهة ولاتخاذها فضاء مفتوحا للزوار والسياح والباحثين من جهة ثانية كما يأتي إماطة اللثام عن وقائع مغارات سيدي هارون ليضاف الى جرائم أخرى للاستعمار الفرنسي في تلك الحقبة على غرار إبادته لقبيلة العوفية يوم 6 أفريل 1832 وحرق أهالي الظهرة في جوان 1845 وغيرها.
قصر المشور، مجلس الإمام السنوسي، بيوت تلمسان...من هنا مرّ الأمير
يعتبر قصر "المشور" الذي بني سنة 1318 ميلادية و أعيد ترميمه سنة 2011 من بين أهم المعالم الحضارية والإبداعية للحضارة الإسلامية في الجزائر عامة وفي تلمسان بصفة خاصة. وكان الصراع بين الأمير عبد القادر والجيش الفرنسي مريرا من أجل دخوله لما يمثل من رمزية للسلطة والحكم و بسط النفوذ.
وقد استرجع الامير عبد القادر قصر المشور بعد معاهدة التافنة يوم 30 ماي 1887 إذ نص البند التاسع منها على تخلى فرنسا عن تلمسان قبل أن تستولي عليه من جديد بعد بسط نفوذها على كامل التراب الوطني كما كان للامير بتلمسان شواهد ثقافية وعلمية من بينها مجلس الإمام السنوسي الذي يعد من الأماكن التي حرص مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة على زيارتها والاعتكاف بها أحيانا بسبب تأثره بفقه الإمام السنوسي (كتب حول فقهه ومؤلفاته وشرحها) وما يميز هذا المجلس ذو الطراز المعماري التقليدي البسيط الواقع بوسط مدينة تلمسان و الذي يقارب عمره خمسة قرون هو تلاوة القرآن الكريم به بعد عصر كل يوم جمعة و انشاد المدائح دون انقطاع الى غاية اليوم.
كما ان اهميته العلمية والروحية جعلته مقصد العديد من العلماء والشخصيات من بينهم العلامة عبد الرحمن بن خلدون وعليه فان الامير عبد القادر لم يكن ليفوت فرصة المرور من هذا المعلم ذي الابعاد الروحية والحضارية والثقافية مثلما أكد الدكتور ناصر عبود من جامعة تلمسان على الصعيد الاجتماعي لم يكن للامير عبد القادر بيتا خاصا بتلمسان فقدكان يقصد العديد من بيوت اصدقائه وانصاره مثلما يؤكد الاستاذ باغلي إذ تنقل بين أماكن عديدة بعاصمة الزيانيين و كان استقراره بكل واحد منها مؤقتا بسبب ظروف تلك المرحلة ومتطلبات الحرب ضد الاستعمار فقد أقام في كل من عشبة و السكاك و منطقة الفحول و باب تازة و جنوب ندرومة و مغنية وجنوب الغزوات وغيرها ومن بين البيوت التي لا زال أهلها يستذكرون مرور الأمير بها جيلا بعد جيل منزل عائلة قصراوي الموجود ب"درب السلسلة" بوسط احياء تلمسان العتيقة غير بعيد عن خلوة الشيخ السنوسي.
ويروي كلوش قصراوي أحد أحفاد الشيخ عبد القادر قصراوي صاحب البيت وصديق الامير عبد القادر ان جدته روت مرارا أن الامير عبد القادر زار هذا البيت في مرات عديدة وبالرغم من أن بهو البيت قد تم تجديده بمواد بناء حديثة إلا أن غرفه لازالت تقليدية بأقواسها وسقوفها الخشبية مما يستدعي الاهتمام بمثل هذه المعالم وصيانتها منعا لاندثارها مع مرور الزمن وحتى تبقى شاهدا للاجيال.
و لا يمكن حصر خطى الأمير في معسكر و تلمسان في هذه الأماكن فحسب بل هناك العديد منها يحتاج الى التعريف والتأريخ والبحث سواء بالولايتين المذكورتين أو بمناطق أخرى من الوطن. ولمعرفة مواقع أخرى لمواطئ قدم الامير عبد القادر يتعين على قطاعات عديدة ذات الصلة بالموضوع على غرار السياحة والثقافة والتربية و البحث العلمي تسليط الضوء على هذه المواطئ والمواقع والمآثر.
شعر من ديوان الامير عبد القادر
يا عاذراً لامرئٍ قد هام في الحــــضـر*** وعاذلاً لمحبّ البـــــــــدو
والــــقــفـر
لا تــذمـمــنّ بــيــوتاً خــــفّ محمــلـها *** وتمدحنّ بيوت الطين
والــحــجـــــــر
لــو كــنـت تعــلم ما في البدو تعذرنـي *** لكن جهلت وكم في الـجهل من
ضرر
أو كنتَ أصبحت في الصحراء مرتقـياً *** بســـاط رمـــلٍ بـــه الحصباء
كالدرر
أو جلتَ في روضةٍ قد راق منظرهـــا *** بكل لـــونٍ جمــيــل شـــيّق
عــــــطـر
تستنشقنّ نســـيـــمــاً طـــاب منتشــــقاً *** يزيد في الروح لــم يــمــرر
على قذَر
أو كنت في صبح لـيــــل هــاج هاتـنه *** عــلوت فـــي مـــرقبٍ أو جلت
بالنظر
رأيت في كلّ وجهٍ مـــن بســـائــطــها *** سـرباً من الوحش يرعى أطيب
الشجر
فيا لها وقفــة لــــم تــبــق مـــن حـزن *** في قلب مضنى ولا كـــدّا
لــذي ضجر
نـــباكرُ الصـــيد أحيــانــــا فــنـبـغــته *** فالصيد منّا مدى الأوقات
في ذعـــــــر
فــكـــم ظــلــمــنــا ظـليما في نعامــته *** وإن يكن طائراً في الجو
كالصقــــــــر
يـــوم الــرحــيــل إذا شدّت هوادجـــنا *** شقائق عمّها مزنٌ من المطــــــــــــــر
فــيـهـا العذارى وفيها قد جعلن كــوىً *** مرقعاتٍ بأحداقٍ من الحــــــــــــــــور
تــمــشــي الحداة لها من خلفها زجــلٌ *** أشهى من الناي والسنطير والوتـــــــر
ونــحــن فــوقَ جياد الخيل نركضــها *** شليلها زينة الأكفال والخصـــــــــــــر
نــطــارد الــوحش والغزلان نلحقـــها *** على البعاد وما تنجو من الضمــــــــر
نــروح للــحـــيّ لــيـلا بعدما نزلـــوا *** منازلاً ما بها لطخٌ من
الوضـــــــــــر
تــرابــها الــمسك بل أنقى وجاد بـــها *** صوب الغمائم بالآصال والبكــــــــــر
نــلــقــى الخيام وقد صفّت بها فــغدت *** مثل السماء زهت بالأنجم الزهــــــــر
قــال الألــى قــد مضوا قولا يـــصدّقه *** نقلٌ وعقلٌ وما للحق من غيـــــــــــــر
الــحــســـن يــظهر في بيتيـــن رونقه *** بيتٌ من الشِّعرِ أو بيتٌ
من الشَّعَـــــــر
أنــعــامــنـا إن أتت عند الــعشيّ تخل *** أصواتها كدويّ الرعد بالســــــــــــحر
ســفــائــن الــبرّ بــل أنـــجى لراكبها *** سفائن البحر كم فيها من
الخطـــــــــــر
لــنـا الــمـهـارى وما للــريم سرعتها *** بها وبالخيل نلنا كل مفتخــــــــــــــــــر
فــخـيــلـنا دائمـا للـحـــــرب مسرجةٌ *** من استغاث بنا بشّره بالظفــــــــــــــــر
نـحـــن المــلــوك فــلا تعدل بنا أحداً *** وأيّ عيشٍ لمن قد بات في
خفــــــــــــر
لا نـحـمـــل الضيــم ممن جار نتركه *** وأرضه وجيمع العزّ في السفـــــــــــــر
وإن أســـاء عــلـيـــنـا الجـار عشرته *** نبين عنه بلا ضرٍّ ولا ضـــــــــــــــرَر
نـبـيـت نــار الـقــرى تبدو لطارقـــنا *** فيها المداواة من جوع ومن
خصـــــــر
عـــدوّنــا مــا لـــــه ملجـــأ ولا وزرٌ *** وعندنا عاديات السبق والظفـــــــــــــر
شرابها من حــــليبٍ مـــا يـــخــالطه *** ماء وليس حليب النوق كالبقــــــــــــــر
أمـــوال أعـــدائنا فـــي كــــــلّ آونـة *** نقضي بقسمتها بالعدل والقــــــــــــــدر
مـــا فـــي البـداوة مــن عيـب تذمّ به *** إلّا المروءة والإحسان بالبــــــــــــــــدرِ
وصــحّــة الجـــــسم فيها غير خافيةٍ *** والعيب والداء مقصورٌ على الحضَــــر
خارطة دولة الامير عبد القادر
معركة خنق النطاح
لوحة زيتية تمثل مبايعة الأمير عبد القادر في 27
نوفمبر 1832
شجرة الدردار
نصب "نايجلان"
المصادر المعتمدة / حياة الأمير عبد القادر ومقاومته (1807_1883) مقدم من طرف: أكشيش رابح
http://www.djazair50.dz سعيد بكاري