الأحوال العامة في مملكة غرناطة
(635-897هـ / 1237-1492م)
أولاً . التسمية والموقع
1. تسمية غرناطة
اختلفت
المصادر في تحديد تسمية غرناطة ، وافضل ما ورد في المصادر العربية وما أكده
المختصون والمحدثون . وما قاله الجغرافيون العرب : أن غرناطة ، أغرناطة بفتح أوله
وسكون ثانية بمعنى رمانة بلغة الأندلسيين(1) ولذلك يشار
إليها في المصادر العربية المبكرة بحصن الرمان(2) وسميت
لحسنها(3).
ويرى زيبولد مثل هذا الرأي حيث يقول أن اسم غرناطة يرجع إلى عهد الرومان وأنه مشتق من الكلمة الرومانية (cranata) ومعناها الرمانة ، وقد سميت بذلك لكثرة بساتين الرمان التي تشتهر بها(4).
ونقل محقق كتاب الاحاطة
في أخبار غرناطة ، رأياً للمستشرق
الأسباني سيمونث ، يقول فيه ، أن الاسم يرجع إلى عهد القوط وأنه مزيج من كلمتين
(ناطه) و(غار) الاولى اسم لقريه قديمه كانت تقع على مقربه من مدينة ألبيرة ،
والثانية وهي التي أضافها المسلمون ، فصارت غرناطة ، أو أن البربر هم الذين أطلقوا
عليها هذه التسمية عند نزولهم بها ، وهو اسم لإحدى قبائلهم(5).
لكن هذا
الرأي ضعيف لان أسم غرناطة كان موجودا قبل الفتح العربي الإسلامي للأندلس ، وهي
قرية صغيره تابعه لمدينة ألبيرة ، فقد أشارت بعض الكتب العربية أن العرب الفاتحون
للأندلس ، إن ألبيرة كانت هي المدينة الرئيسية قبل غرناطة ، ثم أصبحت غرناطة منذ
القرن الخامس الهجري ، قاعدة الولاية ، ثم غدت عاصمة للمملكة التي سميت باسمها(6) ، وقيل
أنها تشبه الرمانة المشقوقة لموقعها وأقسامها على التلين ، فتبدو منازلها الكثيفة
وسط هذا المشهد كالرمانة المشقوقة(7) .
2. الموقع
والحدود
تقع مملكة
غرناطة في الجزء الجنوبي الشرقي من الأندلس(8) منحدرة
وراء نهر الوادي الكبير حتى ساحل البحر المتوسط(9).
وحدودها
الجنوبية ، تبدأ من جزيرة طريف غرباً ، حتى المرية شرقاً، ويحدها من الشرق مدينة
لورقة في ولاية مرسية ويحدها من الشمال مدينة جيان ومن الشمال الشرقي مدينة لورقة
ومن الشمال الغربي مدينة قرطبة ، ويحدها من الغرب مدينة اشبيلية ومدينة مورور وارض
الفرنتيرة وولاية قادش (10).
إن هذا
الموقع المتميز لمدينة غرناطة منحها مزايا كثيرة تفضلت بها على غيرها من المدن حتى
وصفها ابن الخطيب الغرناطي بأنها: " سنام الأندلس وقاعدة الدنيا ، وقراره
العليا ، وحاضرة السلطان ، وقبة العدل والإحسان ، لا يقابلها في داخلها ولاخارجها
بلد من البلدان ، ولا يضاهيها في اتساع عمارتها ، وطيب قراراتها ، وطن من الأوطان
، ولا يأتي على حصر أوصاف جمالها وعد أصناف جلالها قلم البيان
"(11) ، أما ابن
بطوطة فقد وصفها" قاعدة بلاد الأندلس وعروس مدنها ، وخارجها لا نير له في
بلاد الدنيا " (12).
أما موقعها
بالنسبة للأقاليم فقد عدها ابن سعيد ـ صاحب كتاب المغٌرِب في حٌلى المغَرب ـ من الأقليم الرابع ذي المناخ المعتدل(13) ، بينما
عدها ابن الخطيب الغرناطي من الإقليم الخامس فقال "وهذه المدينة من معمور
الإقليم الخامس" (14).
تتكون غرناطة
من ثلاث ولايات ، ولاية المرية في الشرق ، وولاية غرناطة في الوسط وفيها العاصمة
غرناطة ، وولاية مالقة في الجنوب والغرب(15).
وكانت هذه المملكة تضم
مدناً وقرى كثيرة لعل أهمها:المرية ومالقة ووادي أش وبسطة والمنكب وشلبونية ولوشة
وبرشانة وبرجا واندرش وبلش ورندا فضلاً عن منطقة جبل طارق والجزيرة الخضراء وطريف(16)،وكانت
غرناطة تبعد عن قرطبة مسافة خمسة أيام(17).
ولشبهها بدمشق الشام
لقبت بدمشق الأندلس(18)، ذلك بأنها كانت مليئة
بالخضر والفواكه الطيبة والثمر ، وقد كثرت فيها البساتين والكروم والجنان حتى بلغ
عدد هذه الأخيرة المائة في القرن الثامن الهجري (القرن الرابع عشر الميلادي) ،
وفقاً لما ذكره ابن الخطيب(19) ، ولعل أشهر هذه
الجنان : جنة العريف ، وجنة ابن عمران ، ومدرج نجد ومدرج السبيكة .
وغرناطة المدينة التي
كانت تضم في قسمها الشرقي متنزه السبيكة ، وقصر الحمراء ، وعدة أرباض يسكنها وجهاء
القوم . كانت تضم في قسمها الغربي القصبة وربض البيازين(20) ، وهو أكبر
أحياء غرناطة وأوفرها عمراناً كان يشتمل على أكثر الأسواق التجارية ، وفيها يقوم
الجامع الأعظم(21)، وهو من أبدع الجوامع
وأحسنها منظراً ، أحكم بناءه ، وقام سقفه على أعمدة حسان وجرى داخله الماء(22)، وكان
لغرناطة " ثلاثة عشر باباً منها باب ألبيـرة ، وهو أفخمـها ، وباب الرملة ، وباب
الفخارين … وكانت مساجدها لاتحصى"(23).
ثانياً. نشأة المملكة
1.أصل بني
نصر
تقتضي
المنهجية العلمية ونحن نتحدث عن نشأة مملكة غرناطة أن نشير ولو بنبذه مختصرة عن
اصل بني الأحمر مؤسسوا المملكة .
فقد أجمعت المصادر
التاريخية على أصالة وعراقة نسب بني نصر (بني الأحمر) وأشارت إلى انهم ينحدرون إلى
نصر بن قيس من أحفاد سعد بن عباده الخزرجى الأنصاري ، أحد كبار صحابة رسـول الله (
صلى الله عليه وسلم) وسيد قبيلة الخزرج الأنصار بالمدينة المنورة ، مما يضفي على
بني نصر(بني الأحمر) – سلاطين غرناطة -عراقة في النسب والمجد (24).
جاء بنو نصر إلى بلاد الأندلس عقب الفتح
الإسلامي لها ، معززين لراية الإسلام ، راجين رضا الرحمن وقد دخلوا في خدمة البلاد
وتقلبوا في وضائفها وبخاصة قيادة الجند(25) ، واستقروا
فيما بعد بحصن ارجونه أحد حصون قرطبة(26).
2. تكوين المملكة
نتيجة لضعف
أمر الموحدين في الأندلس وكثرة الفتن الداخلية فقد زادت الأطماع الداخلية
والخارجية في السيطرة عليها واقتسام أجزائها(27) وهذا مما
أدى إلى ازدياد الخوف من العدو الأسباني حيث عدت موقعة العقاب * ، أول وهن حل بالموحدين،حيث لم تقم لهم بعد ذلك قائمة (28)، وأمام هذا
الضعف الذي أصاب الموحدين أخذ العدو يجتاح القواعد الأندلسية الواحدة تلو الأخــرى(29).
فاهتزت
المشاعر الوطنية والدينية لدى بعض قادة الأندلس ووجهائها ، وانبروا لمواجهة
الأسبان والوقوف في وجههم وإنقاذ ما تبقى من بلادهم من خطر الاحتلال الأجنبي. فظهر
ابن هود **، وأبن الأحمر***
مطلع القرن السابع الهجري ، وعمل كل منهما لإنقاذ البلاد. ولكن الظروف الداخلية
خدمت ابن الأحمر أكثر مما خدمت أبن هود وهذا ما أفاد الأول في تأسيس مملكة عرفت
باسم مملكة غرناطة أو مملكة بني الأحمر أو مملكة بني نصر(30) ، وإزاء
هذا الوضع المضطرب ، لابد أن تظهر محاولات من اجل الحفاظ على ما تبقى من الأرض ،
وإيقاف زحف العدو.
وجاءت أول
محاولة لهذا الغرض من أبى عبدالله محمد بن
يوسف بن هود الجذامي(31) ، وكانت بداية ظهوره
في التاسع من شهر رجب سنة 625هـ/1228م ، في نفر يسير من جنوده في العميرات(32)، فكثر
اتباعه ، وألتف حوله الناس بسرعة(33) ، ثم تمكن بعد قليل من
السيطرة على مرسية ، وأعلن نفسه أميرا" عليها ، وتلقب بالمتوكل على الله(34).
ولم تمض على
ذلك فترة طويلة حتى تمكن ابن هود من ان يفرض سيطرته على معظم بقاع الأندلس حيث
تملك أشبيلية 629هـ/1231م(35)،وقرطبة631هـ/1231م (36) ، والمرية
وغرناطة ، ومالقـة ، 635 هـ/1238م(37).
وكان أبن
هود رجلا" شجاعا" كريما" ، إلا انه كان قليل المبالاة ،
متسرعا" تغلب عليه الخفة ، وكثيرا" ما كان يدخل المعارك قبل ان يكمل
استعداده (38)، ونتيجة لذلك هزم في
العديد منها ، وأهمها هزيمته سنة 627هـ/1230م أمام فرديناند الثالث ملك قشتالة ،
في ظاهر ماردة ، كان نتيجتها سقوط ماردة(39).
لكن ابن هود
لم يكن وحده منفرداً برئاسة الأندلس ، فبينما كان يثبت أقدامه شرق الأندلس وجنوبها(40) ، ظهر أبن الأحمر
في أرجون من حصون قرطبة(41) ، وأخذ البيعة لنفسه
سنة 629هـ/1231م ، وأطاعته جيان وشريش(42) ، وتمكن
أيضاً من انتزاع اشبيلية وقرطبة من يد ابن هود ، لكن سرعان ما تخلتا عنه ورجعتا
إلى طاعة ابن هــود(43) .
وتحالف ابن
الأحمر مع ملك قشتالة الذي تمكن بمساعدته من احتلال قرطبة سنة633 هـ/1235م والتي
كانت تحت سيطرة ابن هـود(44).
وفي رمضان
سنة635هـ/1238م ، دخل ابن الأحمر غرناطة بدعوة من أهلها(45) بعد ان
قتلوا عامل ابن هود عليها(46).
أما ابن هود
فقد قتل في العام نفسه في مؤامرة دبرها عاملة على المرية محمد بن عبدالله الرميمي(47)،عند ذلك
قرر ابن الأحمر السيطرة على المرية،وطرد ابن الرميمي منها،وتحقق له ذلك عندما
غادرها متوجهاً شطر تونس لاجئاً عند أميرها أبي زكريـــا الحفصي(48) .
وسيطر أبن
الأحمر بعدها على مالقة(49) ، وهكذا تمكن ابن
الأحمر من تأسيس مملكة غرناطة،التي سبق لنا تعيين حدودها.
وفي منتصف
العام 635هـ / 1238م سيطر السلطان محمد بن نصر على غرناطة ووضع أسس دولته الجديدة
من هذه المدينة العريقة،وضرب السكة ، ورفع عليها راية بني نصر(بني الأحمر) ، وخط
عليها شعاره المشهور(لا غالب إلا الله) ولقب بالغالب بالله ، وبأمر المسلمين(50)،
فضلا" عن ما يحمله من ألقاب مشهورة(51) ، ولأجل
إرساء حكمه التزم الأمير محمد بن نصر قاعدة في الحكم أتفق عليها حكماء العرب
والعجم وهي: " لا حكم إلا بالرجال ، ولا رجال إلا بالمال ، ولا مال إلا
بالعمارة ، ولا عمارة إلا بالعدل والسياسة "(52).
استمر حكم
ابن الأحمر إلى سنة 671هـ/1272م ، وعلى عهده سقطت العديد من المدن الأندلسية . فقد
تمكن خايمي الأول ملك أراغون من انتزاع بلنسية من يد أبى جميل زيان بن مردنيش سنة
636هـ/1238م(53)، وفي سنة 643هـ/1246م
عقد أبن الأحمر مع فرناند الثالث ملك قشتالة صلحاً تنازل بموجبه عن مدينة جيان
المحاصرة(54)، ومن بين شروط الصلح
توقف القتال بين الطرفين مدة عشرين سنة ، وأن يحتفظ السلطان محمد بن نصر بكل
أراضيه وأن يعترف ابن نصر بالولاء والطاعة للملك فرديناند الثالث ، ويحكم بلاده
باسمه وبظله ، وأن يتعهد السلطان محمد بن نصر بدفع جزيه سنوية إلى الملك فرديناند
الثالث قدرها مائه وخمسون ألف قطعه ذهبية ،وايضاً بمعاونة الملك كلما طلب منه
العون لمحاربة أعداء قشتالة سواء من قومه أو من غير قومه(55) .
ويبدو أن
السبب الذي دفع ابن الأحمر الموافقة على هذه الشروط القاسية ، هو فشل محاولاته في
فك الحصار عن مدينة جيان ، وانه لا يملك الوسائل الكافية لمواجهة ملك قشتالة ، ثم
ان سقوط جيان بيده ربما يكون من نتائجه الزحف على العاصمة غرناطة مباشرة فوجد إن
أفضل سبل الخروج من هذا المأزق هو الدخول مع القشتالين في هذا الصلح(56).
وبعد سقوط
جيان بثلاث سنوات هاجم القشتاليون مدينة اشبيلية ، وفرضوا عليها الحصار ، وقدم لهم
أبن الأحمر مساعدة عسكرية حسب الاتفاق فسقطت بيدهم(57) .
وبسقوط
اشبيلية ، أدرك أبن الأحمر إن صلحه مع القشتاليين محاط بكثير من المتناقضات . وأن
شعور العداء عند القشتاليين تجاه كل وجود عربي إسلامي في الأندلس ، لن يتيح لهذه
المعاهدة الاستمرار. ووفقا " لهذا التصور السليم راح ابن الأحمر يعمل وفق
المثل القائل "
سلح نفسك من السلام والبس الثياب الواقية حتى في الصيف" (58).
وقد تمكن
ابن الاحمر خلال سنوات صلحه مع مملكة قشتالة من توطيد دعائم دولته ، وقضائه على الفوضى والفساد ، ومباشرة حساب
العمال ، ومراقبة مداخيل بيت المال ، وإملاء المخازن بالحبوب ، وخزائن دوره مالاً
وسلاحاً (59)، وهذه من شأنها حسب
تصوره تقوي بناء الدولة ، وتعزز صمودها وقت المحن . كما ابتنى قصر الحمراء وجعله
مقراً لحكمه(60).
وبينما
الملك فرديناند يشن حرباً صليبية على بلاد المغرب العربي ، لقي حتفه عام650
هـ/1252م قبل الشروع في طموحه ، وخلفه في حكم بلاده الفونسو
العاشــر(650-681هـ/1252-1282م)(61) ، وأستمر الصلح على
عهده مع بني نصر (بني الأحمر )،وتمكن القشتاليون من الاستيلاء على سائر المدن
والحصون الغربية لبلاد الأندلس(62) ،تمهيداً للسيطرة على
الجزيرة الخضراء ، وجزيرة طريف ، ومضيق جبل طارق ، من اجل قطع صلة الوصل بين
الأندلس وبلاد المغرب ، لذلك أضطر سلطان غرناطة محمد بن نصر إلى التخلي عن صلحه
الذى جدده مع القشتاليين عام 665هـ (63) ، والبحث
عن وسيلة تنقذ بلاده من خطرهم فوجد في دولة بني مرين الفتية المنقذ الوحيد لبلاده
فأرسل إليهم الغوث فأجبوه إلى طلبه وبدؤوا يرسلون الإمدادات أليه لأنجاده ، وقد كان
السلطان محمد بن نصر قد ترك وصيته لولي عهده محمد ، بأن يجعل بني مرين وقاية
لبلاده في النوائب(64).
توفي مؤسس
دولة بني نصر محمد أبن الأحمر في جمادى الثانية 671هـ/1272م ، بعد أن أصيب بجرح
بالغ ، اثر سقوطه من فوق جواده ، فور عودته من إحدى المعارك ، التي خاضها ضد بعض الخارجين
عن السلطة، الذين حاولوا اقتحام قصر الحمراء لاغتياله ، لكنه ردهم على
أعقابهم خائبين ، وقد كان في عمر يناهز
الثمانين ، كان قد أعلن البيعة لابنه محمد اكبر اولاده ، وبهذا الاجراء اسس لمبدأ
الملكية المتوارثة في مملكة غرناطة(65) ،لاسيما
وان المملكة قد استقرت لهم منذ عهده ، كما قويت دعائمها إلى حد كبير اثناء حكمه .
ثالثاً :
التنظيم الاداري لمملكة غرناطة
اهتم بنو الاحمر بتنظيم مملكتهم في عدة
مجالات حيوية مثل الجانب الاداري، والعسكري ، والقضائي ، من اجل توفير الامن
والعدل والاستقرار والقوة للدولة والشعب الغرناطي .
ففي الجانب الاداري نظمت المملكة على
اساس الولايات فكانت مكونة من ثلاث ولايات كبرى يتبع كل ولاية عدد من المدن
الصغيرة والحصون والقرى والولايات هي(66) :
1.
ولاية المرية: وتضم
أندرش ، ودلاية ، وبرجة ، وبرشانة ، وألبيرة ، والمنصورة .
2.
ولاية مالقة : ويتبعها
مربلة ، ورندة ، وأنتفرة ، وبلش ، وقمارش
، وجزيرة طريف ، وأرشدونة ، والجزيرة الخضراء ، وجبل الفتح ( طارق) .
3.
ولاية غرناطة : وتضم
غرناطة ، ووادي أش ، والحامة ، ولوشة ، وأرجيه ، وبسطة ، وشلوبانية ، والمكر ،
وحصن اللوز .
هذا ماكان عليه امر التقسيم الاداري
لانحاء مملكة غرناطة ، وماتبعها من مناطق اندلسية ، ولكن هذا التقسيم لم يبق طوال
عهد بني الاحمر بسبب ضياع بعض الحصون والمدن منهم واحتلالها من قبل الاسبان ، لذلك
كانت تضيق حدود الولايات أحياناً بمقدار ماتفقد من المناطق التابعة لها .
وفي ميدان
القوة العسكرية أسسوا جيشاً كانت نواته من اقرباء بني الاحمر ، ومجموعة من الجنود
العرب المحاربين الذين لجأوا الى مملكة غرناطة بعد احتلال مدنهم وديارهم من قبل
الاسبان ، وكذلك ضم جيشهم نخبة من الجنود البربر، وبرز دور فاعل لجند البربر في
الجيش الغرناطي من خلال مشيخة الغزاة التي كانت تمثل نفوذ بني مرين في مملكة غرطاة
، فضلاً عن دورهم العسكري المتميز في الدفاع عن غرناطة وفي الحروب ضد الاسبان(67) .
وتمثلت قوة
الجيش الغرناطي الضاربة في جانبين القوة البرية ومهمتها حماية الحدود الخارجية
والاقامة في الثغور والحصون الاندلسية وهي تعد القوة الاساسية الاولى، ولم تصمد
مملكة غرناطة هذه الفترة الطويلة ، لو لم يكن لها جيش منظم قوي ، والقوة البحرية
التي كانت تقيم في شواطئ الاندلس لحمايتها(68) .
اما الجانب
القضائي فقد كانت له أهميته ،وهيبته ، وسلطته
في حياة المملكة وأفرادها ، وتمتع القاضي في ذلك العصر بمكانة عالية ،
وتعظيم عند الدولة وعند الشعب الاندلسي ، لاسيما قالضي الجماعة ( قاضي القضاة ) ،
وكان القضاء منظماً وله قواعده ، فالتعيين يحصل من قبل السلطان بعد اخذ الرأي فيه
من قبل اصحاب المشورة المقربين في جهاز الدولة ، وبعد الاختيار يجرى توزيعهم على
اقاليم الاندلس لممارسة مهامهم القضائية ، بينما كان قاضي الجماعة ينتخب انتخاباً
من اوساط القضاة بعد توفر الشروط الاخلاقية وحسن السيرة الاجتماعية ورجاحة العقل
والاحترام في الوسط الاجتماعي (69).
رابعاً. الحياة الاجتماعية
لمملكة غرناطة .
كانت الحياة
الاجتماعية في عهد بني نصر، يسودها العدل والأمن ، وترفل بالرفاه ، وينعدم فيها
التمايز الاجتماعي ، كما عرف عن مؤسس المملكة انه كان " يعقد للناس مجلساً
عاماً يومين في كل أسبوع ، فترتفع إليه الظلامات، ويشافه طالب الحاجات "(70) ، وقد
اقتفى سياسة حكيمة أخذت طريقها إلى عدد من سلاطين بني الأحمر حتى غدت غرناطــة"
حاضرة الصقع ، وأم المصر… لحصانة وضعها ، وطيب هواها ودور مائها ووفرت مدنها ،
فأمن فيها الخائف"(71) ، وكانت من ثمرة هذا
المنهج القويم أن تلاحم المجتمع الغرناطي مع سلطته .ومن أهم المقومات الأساسية
للحياة في غرناطة :
1. المنزل
الغرناطي:
كان المنزل
الذي هو أحد المقومات الأساسية للحياة الأسرية في مملكة غرناطة واحد معالمها
الحضارية قد نال نصيب وافر من الاهتمام والعناية المبالغة فالبناء واختطاط المنازل
كما قال ابن خلـدون " إنما هو من منازع الحضارة التي يدعوا إليها الترف"(72).
والمنزل
الغرناطي في مملكة غرناطة يصفه ابن الخطيب الغرناطي،بأنه متوسط (73) ، ولكن
المعلومات الاثارية أظهرت ان هذه المنازل كانت صغيرة ، ذات غرف ضيقة جداً (74) ، وغالباً
مايكون منظرها الخارجي بسيطاً إلا أنها غنية في داخلها بالزخارف والنقـوش(75) ، كما ان أثاث
هذه المنازل كانت بسيطة ومتواضعة(76) ، ويعتمد السكان في
تدفئتها في موسم البرد على إشعال الفحم(77).
وقد اعتنى
الغرناطيون بجمال المنزل وتأثيثه ، فكانت جدران غرف النوم تزين بستائر من حرير
وتغطى ألأرضيه بالسجاد الفاخر خصوصاً منازل الطبقة العليا ، أما منازل العامة فكانت جدرانها عارية والأرض مفروشة
بالبسط والحصير(78).
والغذاء
الذي يعتمده ، اغلب السكان ، يلخصه ابن الخطيب بقوله : " وقوتهم الغالب البر
الطيب عامة العام ، والذرة العربية ، وفواكهم اليابسة متعددة ، يدخرون العنب سليما
من الفساد ، شطر العام ، الى غير ذلك من التين والزبيب والتفاح والرمان والقسطل
والبلوط والجوز واللوز ، الى غير ذلك مما لاينفذ ولاينقطع مدده الا في الفصل الذي
يزهد في استعماله " ( 79) .
وبما ان
الحديث لايزال عن خصائص المنزل الغرناطي ، فلابد من الاشارة الى المرأة ، التي تعد
جزءاً مهماً من المجتمع ، فالمرأة الغرناطية ، تتمتع بدرجة عالية من الجمال ، كما
تتميز بخفة الحركات ، ونبل الكلام ، وحسن المحاورة ، كما انها كانت شديدة الاهتمام
بمظهرها الخارجي(80) .
والمرأة
الغرناطية كانت اكثر تحرراً من بقية نساء العالم الاسلامي ، حيث هناك العديد من
الاشارات ، التي تشير الى انها كانت تختلط بالرجال في المناسبات والاحتفالات(81) ، وربما يكون سبب ذلك تأثير البلاد المسيحية
المجاورة لمملكة غرناطة(82).
2. سبل
العيش .
كانت
الأندلس في عهد بني الأحمر غنية ، خصبه ، وافرة الضلال والخيرات فقد تنوعت مصادر
الرزق وموارد النعمة عند الأندلسيين ، من زراعة وصناعة وتجارة ومهن خاصة(83).
وقد اشتهر
الأندلسيون بكونهم مزارعين مهرة او من
الدرجة الاولى تفننوا بشتى مجالات الزراعة من تنويع في مزروعاتهم وحفر الاقنيه
للمياه ، والإكثار من أنواع الزراعة ، وخاصة الأشجار، كما ان بعض مدنهم اشتهرت
بزراعات معينة كالعنب والتين (84).
وامتاز
الغرناطيون بحب الصناعة والحرف والفنون واتقان التجارة والمهارة فيها ، وتبادل
السلع مع جيرانهم في افريقية وغيرها ، وعرفوا نظام النقد ، وظهرت ملامح النعمة
وسعة العيش ووفرة الرزق على ملبسهم ومسكنهم ومأكلهم ومشربهم وديارهم ، وكانوا
يحسنون استغلال ارزاقهم ويقتصدون في تصرفهم بها بشكل يوفر لهم الرفاه ويبعدهم عن
الاسراف والتبذير لهذا كانت حياتهم الاقتصادية منظمة ومرفهة (85) .
وقد ظهرت
ملامح النعمة ، وسعة العيش ، ووفرة الرزق عليهم ، ولهذا كانت حياتهم الاقتصادية
منظمة (86)، ومع ذلك فقد كانوا
أهل احتياط وتدبير في المعاش ، وقد كانوا شديدين الحرص على مايمتلكون ، خوفاً من
تعرضهم إلى الحاجة ، ولذلك قد يوصفون بالبخل أحياناً (87) .
3. الملابس .
أما فيما
يخص الملابس التي كان يرتديها أهل غرناطة فقد تأثرت هي الأخرى بالبيئة والوسط
المترف وهذا ما يؤكده ابن الخطيب ، حيث يصف لباس أهل مملكة غرناطة ، فيقــــول"
ولباسهم الغالب على طبقاتهم الفاشي بينهم ، الملف المصبغ شتاء ، تتفاضل أجناس البزز منه بتفاضل
الجدات،والمقادير ، والكتان ، والحرير ، والقطن ، والمرعزي ، والأردية الأفريقية
والمقاطع التونسية ، والمازر المشفوعة ، صيفا" فتبصرهم في المساجد أيام الجمع
، كأنهم الأزهار المنفتحة ، في البطاح الكريمة تحت ألاهويه المعتدلة" (88).
وكان سكان غرناطة لديهم ولع بتزيين وتطريز
ملابسهم ، حتى وصل ذلك الى رسم أسمائهم ، وعلامات تختص بهم في طراز أثوابهم المعدة
للباسهـم(89)، وقد تميز اهل الاندلس
بنظافة ملابسهم وفرشهم (90).
4. الأعياد .
لقد كان
المجتمع الغرناطي يحتفل بعيدي الفطر ، والأضحى ، كسائر أبناء العالم الإسلامي ،
ويحتفلون أيضاً بأيام العصيرعند جني محصولي العنب والتين(91)، وفضلاً عن
هذه الأعياد كانت هناك العديد من وسائل التسلية والهوايات التي كانوا يمارسونها
وتأتي في مقدمتها العاب الفروسية ، وأهل مملكة غرناطة الخاصة والعامة منهم كانوا
مولعون بهذه الرياضة(92).
وربما يكون
سبب ذلك كون بلدهم يعيش في حالة حرب دائمة بسبب مجاورته ثلاث ممالك أسبانية،تتحين
الفرص للايقاع به(93)، وقد كان الغناء ايضاً
وسيلة من وسائل التسلية لدى الغرناطيون وقد ابدو نحوه ميلاً شديداً (94).
5. عناصرالمجتمع
الغرناطي .
تكون المجتمع الأندلسي عبر مراحل زمنية طويلة بدأت منذ الفتح
العربي للأندلس وحتى نهاية حكمهم لها ، تكون من عدة أقوام تفاعلت وانصهرت واختلطت
فيما بينها لتكون مجتمعاً جديداً يحمل في بعض جوانبه مزايا عديدة من أصوله الأولى
ومولداً مزايا أخرى بفعل الاختلاط والانصهار في بوتقة المجتمع الأندلسي الجديد،ذلك
المجتمع الذي تعددت وتنوعت أصوله القومية والقبلية والدينية والعرقية من عرب وبربر
وأسبان وصقالبة ومولدين،وتآخت فيه أديان مختلفة من إسلام،ومسيحية،ويهودية،وهذا
التنوع والتداخل للمجتمع الأندلسي ساهم في خلق مجتمع جديد يحمل خصوصية وسمات تميزت
عن مجتمعات الأقوام المستوطنة فيه أصلاً(95).
وعرفت
الأندلس في عهد بني الأحمر قسطاً من الحرية الاجتماعية والدينية وحدث اختلاط في
مناسبات اجتماعية كالحفلات مثلا (96) ، وقد تكون المجتمع
الغرناطي من عناصر سكانية متعددة وقد قسمنا هذه العناصر على أساس الديانة التي
تنتمي إليها ، وهذه العناصر هي ، المسلمون ، النصارى ، اليهود .
أ . المسلمون
.
ان الغالبية العظمى من سكان مملكة غرناطة ، هم
من العرب المسلمين ، وقدر عددهم في الفترة الواقعة بين عامي(888-890هـ/1483-1485م)
، بأربعة ملايين نسمــة(97) ، وكان معظم العرب
الذين استقروا في غرناطة من أهل الشام وقد استقر الشاميون بالأندلس على الشكل
التالي : جند دمشق وهم أهل كورة ألبيره وأعمالها من غرناطة وشاط وشبلين وبرمة
ودلاية وباغة والقبذاق ولوشة ويحصب ، ثم جند حمص وهم أهل كورة اشبيلية ولبلة ، ثم
جند الأردن وهم أهل كورة رية وتوصل بوصولهم أهل كورة قبرة وببانة وبلاي ، ثم جند
فلسطين وهم أهل كورة شذونة والجزيرة ، ثم جند قنسرين وهم أهل كورة جيان وابذة
وبياسة وبسطة (98).
وكان الكثير
من سكان غرناطة من أصول عربية فيذكر ابن الخطيب الغرناطي" فنحن الآن نذكر بعض
من سير أهله واخلاقهم …أنسابهم عربية… يكثر فيها القريشي، والفهري،والأموي، والأنصاري،
والأوسي، والخزرجي، والقحطاني والحميري… وكفى بهذا شاهداً على الأصالة ودليلاً على
العروبـة " (99).
ومنذ أول
الفتح استقرت أعداد كبيرة من البربر في الأندلـس(100) ، في
المناطق التي تشبه في طبيعتها المناطق الأصلية التي وفدوا منها(101) ، وتزايد
عدد هؤلاء بعد قيام الأمارة الأموية سنة 138هـ/755م ، وخاصة في عصر دولتي
المرابطين والموحدين(102).
وفي عصر
غرناطة ازداد عدد البربر إذ اصبح عدد المقاتلين من البربر يشكلون جزء من الجيش
الغرناطي وفي هذا يقول ابن الخطيب " وجندهم صنفان أندلسي وبربري… والبربري
منه يرجع إلى قبائل المرينية ، والزنافية ، والتجانية ، والمغراويـة ، والعجيسية ،
والعرب المغربية إلى أقطاب ورؤوس ، يرجع أمرهم إلى رئيس على رؤسائهم ، وقطب لعرفائهم
، من كبار القبائل المرينية يمت إلى ملك المغرب بنسـب" (103) ، ووجود هؤلاء كان
بموجب تفاهم بين سلاطين بني مرين وسلاطين بنو الاحمر(104).
كما ان سقوط
عدد من المدن الأندلسية ، بيد الأسبان ، أدى إلى لجوء أعداد كبيرة من سكانها
المسلمين ، إلى الأراضي التي ضمتها مملكة غرناطة(105)، وتشير
المصادر إلى أن جاليات إسلامية ، من بلاد إسلامية في المشرق استوطنت أيضاً في
مملكة غرناطة(106).
ب. النصارى .
وهؤلاء هم
سكان البلاد من الأسبان ، وقد بقي العديد منهم أثناء الفتح في مناطق سكناهم التي
دخلت في حوزة العرب الفاتحين(107) ،كما استقر عدد من
النصارى في مملكة غرناطة لأسباب اقتصادية(108) ، وكان
وجود بعضهم نتيجة الأسر في الحروب ، حيث استقروا واتخذوا غرناطة موضعا" دائماً(109).
واعتنق بعض
النصارى الإسلام ، وتقلدوا وظائف مهمة في الدولة ، فقد شكلوا أجزاء مهمة من الحرس
الخاص لسلاطين غرناطة ، والذي يسميهم ابن الخطيب الغرناطي بالمماليك(110) ، لقد بلغ
بعض الداخلين في الإسلام مناصب عالية في الدولة . فرضوان الحاجب(ت760 هـ/1358م) ،
تقلد الوزارة على عهد السلطان ابو عبد الله محمد الرابع(111)، وقد اتبع
كثيراً من النصارى العرب في أساليب حياتهم ولغتهم وثقافتهم حتى عرفوا بالمستعربين
تمييزاً لهم عن نصارى المماليك الأسبانية(112).
وكان
السلاطين يتزوجون ويتخذون حضايا من النصارى ، وقد اكتسب بعضهن مكانة كبيرة لدى
سلاطين غرناطة(113) ، ولقد كانت غرناطة
ملجأً للنصارى الفارين من ظلم رجال الدين ورجال السياسة من المماليك الأسبانيين أو
المدن الأندلسية التي سقطت بأيديهم(114) .
ج . اليهود .
عاش اليهود
في شبه الجزيرة الايبيرية(أسبانيا والبرتغال) قبل الفتح العربي الإسلامي لها بزمن
بعيد يرقى إلى العهد الروماني،وكانوا يشكلون جزء من عناصر السكان في مملكة القوط
الغربيين(115) ، وتركزوا في الحواظر الكبرى
كطليطلة(116) ، وألبيرة ، وقرطبة(117) ، واليسانه(118).
وكان العرب
أثناء فتحهم لشبه الجزيرة الأيبيرية،عندما يجدون يهودا" في منطقة ما،يضمونهم
إلى قصبتها،ويضعون معهم جماعة من المقاتلين للدفاع عنها(119) ، وفي هذا
يقول ابن الخطيب ان العرب عندما فتحوا غرناطة " ألفوا بها يهودا ضموهم إلى
قصبتها، وصار ذلك سنة متبعة متى وجدوا بمدينة يهودا ضموهم إلى قصبتها مع طائفة
المسلمين يسودونها (120) ، هذا الموقف الإنساني
من العرب المسلمين تجاه اليهود،أدى إلى ازدياد عددهم بشكل كبير في غرناطة، حتى غدت
تعرف بإسم -أغرناطة اليهود- لكثرة وجودهم فيها(121).
وفي عصر
مملكة غرناطة ظل اليهود يتمتعون بكامل حريتهم بدليل ان مملكة غرناطة ، أصبحت
بالنسبة لهم ملجأ للتخلص من اضطهاد الممالك الإسبانية ، ففي عام 766هـ / 1364م ،
لجأت إلى غرناطة ثلاثمائة عائلة يهودية ، هربا من اضطهاد القشتاليين،وفي عام 792هـ
/ 389 م
، شهدت مناطق قشتالة وقونيه ، وجزر البليار، حملات اضطهاد اليهود فلجأت أعداد منهم
إلى مملكة غرناطة(122).
ومن
اهتمامات السلطان إسماعيل الأول (713-725هـ / 1313-1324م) انه الزم اليهود شارة
تميزهم عن غيرهم من رعايا الدول يقول ابن الخطيب الغرناطي " وأخذ يهود الذمة بالتزام سمة تشهرهم
وشارة تميزهم،ليوفوا حقهم في المعاملة التي أمر بها الشارع في الطرق والخطاب
"(123).
مما تقدم
فأن اليهود يشكلون احد عناصر السكان في شبه الجزيرة الايبيرية ، وقد لقي اليهود
معاملة قاسية وضيق عليهم في العهد الذي سبق دخول الفاتحين للاندلس ، فنالوا معاملة
جيدة جدا وتسامحاً من قبل المسلمين حتى سقوط الاندلس بيد الممالك الاسبانية .
هذه هي
العناصر الرئيسية التي تكون منها المجتمع الغرناطي وبتفاعلها ، نتجت شخصية أندلسية
ـ غرناطية ـ ، تتمتع بحيوية العقل ، وخفة الروح والتسامح مع الاخر .
ويمكن ان
نحدد ابرز ملامح المجتمع الغرناطي الذي تميزت ببعض السمات ذات الاثر الاجتماعي
والتي تحمل نوعاً من خصوصية المجتمع الغرناطي منها(124):
1.
ان الفرد الغرناطي الذي
ولد وعاش في احضان الاندلس وبيئتها ومجتمعها اصبح لايرتبط باصوله القومية
التاريخية وبمجتمع اجداده وبوطنه الاول الا بصلات واهية في اغلب الاحيان فقد اندمج
وتفاعل في وسطه الاجتماعي الجديد وصقتله البيئة واكتسب مظاهر سلوكية جديدة بفعل
الواقع والوسط الذي يعيش فيه .
2.
الميل للعمران والتمدن
وقبول الاندماج والتأقلم مع الحياة الجديدة .
3.
تسامح ديني وميل للحرية
الاجتماعية
4.
ظهور انماط جديدة في
حياة الاندلسيين ولاسيما في نظام الملبس والسكن والقصور والمساجد والاماكن العامة
كالحدائق والساحات .
5.
رفاه اقتصادي ، ظهر في
مختلف مسالك حياتهم .
6.
قبول بعض مظاهر التطور
في نظام حياتهم استقوه من الاسبان وتأثروا به .
7.
لابد من الاشارة كان
المظهر الاسلامي هو الغالب على مظاهر حياتهم الاجتماعية وان كانوا يميلون في البعض
منها الى عادات الاسبان .
خامساً :
الحياة الثقافية والعلمية في مملكة غرناطة .
كانت الاندلس
ثمرة تمازج فكري بين الشرق والغرب على نحو قلما نجد له مثيلاُ في كل بلاد الاسلام
ولهذا تاريخها عميق تنفرد بخصائص ومميزات فريدة ، وغرناطة بلداً على جانب كبير من
الأهمية وولاية عظيمة من الولايات الاسلامية، وقد اتسمت بسمات العظمة والجلال
باستنباط المعارف والعلوم وبثها في اقطار المعمورة وأنحاء العالم ونشروا لواء
الحضارة على الربوع الاوربية التي كانت ترزح تحت ظلمات الجهل والانحلال والظلم
والاستبداد فانتقلت بالقارة الاوربية من براثن الانحطاط الى أوج الرقي والازدهار،
فكانت ادارة الوحدة الثقافية والحضارية فيها ، وهذا مما سهل نشر العلم ومشاركة
جميع ابناء الاندلس في تقدمه وتنميته وتطويره (125).
ويعد الدين
الاسلامي من اهم عوامل ازدهار الحركة الثقافية والعلمية في غرناطة ، واصبحت دراسة
القرآن والحديث النبوي الشريف وهما مصدرا الشريعة في الاسلام ، أساساً لحركة علمية
واسعة وباعثاً لنهضة لغوية كبيرة في المملكة، فاهتم سلاطين غرناطة بالعلوم الشرعية
، وقاموا بتشجيع الحركة العلمية والعمل على نموها وازدهارها(126).
وتشير
الروايات التاريخية ان المراكز الفكرية ودور التعليم المهمة منتشرة في مملكة
غرناطة ، واعظم مدرسة بنيت في غرناطة المدرسة اليوسفية عام 750هـ / 1349م ، بناها السلطان
يوسف الاول ، كما عرفت بالمدرسة العلمية (127) .
وعند دراسة
الحياة الثقافية الاسلامية في اية حقبة من حقب التاريخ ينبغي اولاً دراسة المكان
الرئيس لها وهي المساجد باعتبارها اهم مركز ديني وثقافي،والمسجد هو اقدم مؤسسة
اسلامية اسسها الرسول الاعظم(صلى الله عليه وسلم) وتابعه الخلفاء والامراء فيما
بعد،وانتشرت فيما بعد المساجد في الاندلس وبضمنها غرناطة انتشاراً كبيراً وقد حفظت
لنا مصادر التاريخ الاندلسي اسماء عدد كبير جداً من المساجد في الاندلس(128) .
ويعد
التعليم جزءاً اساساً من الحياة الفكرية والثقافية يرتبط بها ارتباطاً وثيقاً ،
حيث انه لايمكن ان يكون الانسان مثقفاً ثقافة تامة قبل ان يكون متعلماً ، فالتعليم
مرحلة مهمة ومكملة لايمكن فصلها عنها ، فعندما يكون الانسان متعلماً ويعرف القراءة
والكتابة يستطيع ان ينهل من كنوز العلم والمعرفة من خلال دراسته على يد الشيوخ
والعلماء والاخذ منهم ومن الاطلاع على حضارة امته وماخلفته من علوم ومعارف .
وفي غرناطة كتاتيب،
وهي الاماكن التي يتعلم فيها الصغار ، والشخص الذي يتولى التعليم فيه يسمى بالمكتب
او المعلم والكلمتان ذات مدلول واحد حيث يقوم كل منهما بعملية تعليم القراءة والكتابة
واللغة العربية وتحفيظ القرآن الكريم ، وهي الجزء الاساس من تعليمه (129).
ان اهمية
دور الكتاتيب في الحياة الثقافية يأتي من انها كانت عامة وغير مقتصرة على فئة
معينة وبامكان أي فرد تعليم ابنائه ، ولم يكن لها مكاناً معين تقام فيه ، اذ كان
بعض المعلمين يقوم بمهمته بالمساجد، ولكن عبث الصبيان الصغار الذين لايحتفظون من
النجاسة جعل الفقهاء يمنعون تعليم الصبيان في المسجد ، فظهرت الكتاتيب منفصلة عن
المساجد وخاصة بتعليم الصبيان(130) .
ان العلوم
الدينية في غرناطة لم تكن مختلفة عن بقية مدن العالم العربي الاسلامي ، فقد تركزت
تلك العلوم على دراسة القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف ، وقد حفز ذلك وجود
العقل العربي الاسلامي في الاندلس للاهتمام بذلك وعني الاندلسيين واهتموا اهتماماً
كبيراً اذ انهم لايختلفون عن باقي الامصار الاسلامية من كونه المادة الرئيسة في
تعليم المبتدئين(131) .
وقد اشرنا
الى ان ابن خلدون ذكر ان الاندلسيون يجعلون القرآن الكريم الاصل في تعليم ابنائهم
، بل يخلطون من تعليمهم رواية الشعر والترسل والالمام بقواعد اللغة العربية
والاجادة في الخط الى ان يخرج الولد من عمر البلوغ الى الشبيبة وقد شد بعض الشئ من
العربية والشعر والبصر بهما (132) .
وقد لقيت
الدراسات اللغوية اهتماماً متزايداً من لدن الغرناطيين بعد ان دخلت الى الاندلس
علماً كثيراً من الشعر والعربية والاخبار(133)،مما حدا بالمقري
ان يقول" الاندلسيين يقولون للكاتب والنحوي واللغوي فقيه، لانها عندهم ارفع السمات
"(134) .
واثرت بعض
مظاهر الحياة الاجتماعية في النشاط الفكري لادباء الاندلس وتجاوب الشعراء منهم
خاصة مع بعض جوانب الحياة وعبروا عنها بشعرهم سواء كانت تلك الجوانب ذات ابعاد
سياسية او اجتماعية او فكرية ، ولكن حظ المظاهر الاجتماعية في شعرهم كان أوفرها ،
كون حياتهم الاجتماعية كانت غنية بمناسباتها وتقاليدها وهذا ماوفر مادة غنية
للشعراء (135) .
وكذلك شهدت
مملكة غرناطة نهضة علمية ايضا، ففي مجالي الهندسة والرياضيات كان من ابرز روادها
محمد بن الرقاح المرسي، فكان عالماً كبيراً فضلاً عن كونه مارس الطب ، ونبغ في علم
الفلك يحيى بن رضوان الوادي أشي الذي وضع قصيدة في هذا العلم بعنوان "
المنظوم من علم النجوم " فضلاً عن وضعه رسالة في الاسطرلاب(136)،وكذلك كانت
غرناطة فيها نهضة علمية في مجال الطب ،حيث برز فيها محمد بن ابراهيم الانصاري الذي
يعد من اشهر اطباء عصره وكذلك الطبيب يحيى بن هذيل التجيبي حكيم غرناطة وفيلسوفها
، وكذلك ظهرت كتب في مجال الطب في عصر غرناطة ابرزها ( تحفة المتوسل وراحة المتأمل
) لمؤلفه محمد الشقوري طبيب دار الامارة في غرناطة ، وكتاب (تحصيل غرض القاصد في
تفصيل المرض الوافد ) لمؤلفه الطبيب والشاعر والمؤرخ احمد بن علي بن محمد بن خاتمة
الانصاري، وهو كتاب يختص بالوباء الذي عصف بالاندلس الصغرى ـ غرناطة ـ عام 749هـ
/1348م،كذلك هناك عدة كتب طبية لمؤرخ الاندلس لسان الدين بن الخطيب منها :( رسالة
تكوين الجنين ) و( مقنعة السائل في المرض الهائل )(137) .
ولابد من الاشارة
الى انه رافق ازدهار الحركة الثقافية والحركة العلمية في غرناطة ، ذيوع المكتبات
العامة والخاصة التي شملت انفس واجود انواع الكتب ، واستمر الازدهار مرافقاً
للوجود العربي حتى سقوط غرناطة(138).
سادساً : الحياة السياسية في
مملكة غرناطة الداخلية والخارجية .
1. سياسة غرناطة الداخلية( الفتن
والاضطرابات ) .
ان المملكة
عبر تاريخها الطويل (635-897هـ / 1237-1492م) ، شهدت أحداثاً وصراعات ونزاعات بين
بني الأحمر من جهة ، وبين الطامعين في السلطة من جهة أخرى ، وعلى عهد غرناطة تولى
عرشها احدى وعشرون حاكماً ، وقع خلالها ثلاثة عشر انقلاباً ،خمسة منها اشتركت بها
قشتالة اشتراكاً فعلياً فقد كانت ضالعة في تلك الفتن وصنعتها لتحقيق غايتها
الموسومة . وكانت تلك الاضطرابات هدر، بالمال والرجال ومن هذه الانقلابات ، أدت
إلى اقتسام المملكة إلى قسمين كل قسم تحت يد حاكم.
وكانت أولى
الفتن ما قام به بنو اشقيلوله في عهد محمد بن محمد بن يوسف الملقب بالقصبة
(671-701هـ/1273-1302) بإعلانهم العصيان والثورة وقد استعانوا في سبيل ذلك
بالقشتاليين(139).
وتمكن محمد
الفقيه وبعد صدامات عسكرية عديدة من القضاء على فتنة بني أشقيلولة ، وأجلاهم إلى
الغرب ، سنة(687هـ/1288م )(140).
لقد حدثت
فتن واضطرابات كثيرة (141) ، في سلطنة غرناطة
تركت آثاراً سيئة على الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية أسهمت في الإسراع
من نهايتها.
وقد استفاد
من تلك الفتن أعداء الإسلام (الممالك النصرانية) فكانوا يؤججونها كلما لاحت لهم
بوادرها ، فآثارها السياسية خلقت حالة من الإرباك والفوضى السياسية التي أضعفت
السلطة وأسهمت في قلة هيبتها حتى تجرأ أعداؤها إلى الخروج عليها ويشير ابن الخطيب
الغرناطي انه في عام(708هـ / 1308م ) تمت الحيلة على محمد الفقيه إذ أحيط به وهو
مقعد وذلك ان رجال الدولة فتكوا بوزيره ونصبوا للناس غيره(142) ، كما إن
بعض الفتن والاضطرابات دفعت بالمتصارعين إلى الاستعـانة بالممالك النصرانية مقابل
تنازلهم عن مدن ، وحصون مقايضة لهذه المساعدة ، لقد ولّدت تلك الفتن والاضطرابات
آثاراً واضحة على الاقتصاد ومن الأمثلة على ذلك ما ذكره ابن الخطيب الغرناطي في أن
مدينة غرناطة بعد حدوث ثورة فيها قصدها السلطان إسماعيل بن يوسف وضيق الخناق على
المتآمرين " ضعفت بصائر المحصورين وفشلوا على وجود الطعمة ، وتمكن المنعه ،
ووفور المال،فالتمسوا لأنفسهم ولسلطانهم عهداً ، ونزلوا مستقلين إلى مدينة وادى
اش… ليلة الثامن والعشرين لشوال عام ثلاثة عشر وسبعمائة … وخلا للسلطان أبي الوليد الجو، وضربت إليه
المقادة واطاعة القاصي والداني ولم يختلف عليه اثنان " (143) .
أما آثارها
على الناحية الاجتماعية بات الناس على اغلب الفترات يعيشون في جو من الرعب والفزع
ففقدان الأمن والاستقرار وكثرة الشغب وانقسام واضح إلى فئات تؤيد هذا أو ذاك دون هدف وربما الغاية من اجل
النهب والسلب.
كل ما تقدم
اضعف السلطة وجعل الغلبة لأعدائها من الممالك النصرانية للإجهاز على آخر معقل
أندلسي بيد المسلمين.
2. سياسة
غرناطة الخارجية .
أ. سياسة
المملكة مع بني مرين
اتسمت
العلاقة بين دولة بني نصر ودولة بني مرين بالتعاون ، خاصة فيما يتعلق بالوقوف في
وجه الممالك النصرانية(144).
ونظراً لتلك
العلاقة التي كانت تربط الطرفين فقد أوصى أول سلاطين غرناطة محمد بن يوسف (635 –
671 هـ / 1238 – 1273م) ابنه محمد الفقيه (671 – 701 هـ / 1273 – 1302م) أن يستعين
ببني مرين وان يتعاون معهم ويستدعيهم للجهاد في الأندلس(145).
وقد تطور
التعاون المغربي الغرناطي إلى اتفاق وضعت بموجبه مجموعات عسكرية مغربية بشكل دائم
في مملكة غرناطة (146) ، الأمر الذي أدى إلى
نزوح الكثير من المجاهدين إلى الأندلس وسميت هذه المجموعة (مشيخة الغزاة) وتولى
بنو العلاء قيادتهم وفي هذا يقول المقري " لم يزل ملوك بني مرين يعينون أهل
الأندلس بالمال والرجال … وكان عند ابن الأحمر منهم جماعة بغرناطة وعليهم رئيس من
بيت ملك بني مرين يسمونه شيـخ الغــزاة "(147).
وتمكنت
الجيوش المغربية والأندلسية المتحدة بقيادة السلطان المريني من إلحاق الهزيمة
بالقوات القشتالية ، وتكبيدها خسائر فادحة وذلك في عام 674 هـ / 1275م بالقرب من
مدينة استجة(148).
وفي عام 733
هـ / 1333م تمكن السلطان محمد الرابع (725 – 733هـ / 1325 – 1333م) وبمساعدة
السلطان المريني أبي الحسن علي بن عثمان من تحرير جبل الفتح من الاحتلال القشتالي
، ووضع بعد تحريره تحت نفوذ بني مرين(149).
وعلى عهد
السلطان أبي الحجاج يوسف الأول (733 – 755 هـ / 1333 – 1354م) اشتد خطر القشتاليين
على مملكة غرناطة ، مما دفع بالسلطان المريني أبي الحسن علي بن عثمان ، بالعبور
إلى الأندلس على رأس قوة عسكرية كبيرة لنجدة غرناطة ، وقد اشتبكت القوات الأندلسية
المرينية المشتركة ، مع الجيش القشتالي في 741 هـ / 1340م ، قرب طريف بمعركة كبيرة
تكبد فيها المسلمون خسائر فادحة ، وتعرف هذه المعركة باسم واقعة طريف(150).
لذا فإن
العديد من سلاطين غرناطة كانوا على اتصال مستمر مع بني مرين يخبروهم بالأحداث
أولاً بأول ويستنجدونهم إذا شعروا بحاجة لذلك(151) ، لكن هذا
لا ينفي ان هذه العلاقة كان نصيبها أحياناً بعض الضعف أو التردد(152) ، فعلى عهد
السلطان أبو عبدالله محمد الثالث (887–888هـ / 1483–1483م) الملقب بالمخلوع ، الذي
تميز عهده بالهدوء والاستقرار مع قشتالة لكن علاقته مع بني مرين كانت مضطربة بسبب
مهاجمته مدينة سبته سنة 705هـ – 1305م وضمها إلى ملكه(153).
وكذلك ماقام
به محمد الخامس من إلغاء منصب شيخ الغزاة وتولى قيادة الجند المغاربة بنفسه(154) ، ومع ذلك
فإن الاتجاه العام في العلاقة بين الطرفين يتسم بالتعاون التام للعمل في جهاد
النصارى .
وهكذا كانت
دولة بني مرين القوة الوحيدة التي تلجأ إليها سلطنة غرناطة عند الشدائد ويؤيد ذلك
ابن خلدون بقوله"كانت الجزيرة الأندلسية وراء البحر…قليلة الحامية ضعيفة
الأحوال،إلا من يلهمه الله في عمل الجهاد من قبائل…وخصوصاً بني مرين "(155).
وبذلك نرى
بأن بني نصر كانوا يعدون المغرب خط الرجوع في حالة المواجهة للعدو وضغطه عليهم ،
فكانوا حريصين على تأمين هذا الخط الحيوي والمحافظة عليه على الرغم من الخلافات
التي كانت تحصل بينهما .
وبالمقابل
كان بنو مرين يمدون يد العون لاخوتهم في الأندلس في جهادهم ضد الممالك الأسبانية(156) ، لما
بينهما من روابط دينية تؤطرها علاقات الأخوة والعروبة .
وهكذا أقام
ملوك بني الأحمر علاقتهم مع بني مرين سلاطين فاس لعدة أسباب : عسكرية ، واجتماعية
، وقومية ، وقد دعتهم الحاجة لمواجهة الأسبان والتصدي لنفوذهم بتوطيد العلاقة مع
بني مرين وخاصة في الجانب العسكري منها وفعلاً حقق بنو مرين ما كان يسعى إليه بنو
الأحمر في المجال العسكري فكانت نجداتهم العسكرية مستمرة إلى الأندلس في عهد بني
الأحمر وخاضوا دفاعاً عن الأندلس وشعبها حروباً عديدة إلى جانب بني الأحمر وهزموا
الأسبان عدة هزائم ، وقاد ملوك من بني مرين معارك عدة في الأندلس وبهذا فقد تحملوا
أعباءً ضخمة في مواجهة الأسبان وحماية الأندلس .
ب . سياسة
المملكة مع الممالك النصرانية .
كانت
الممالك النصرانية أيام مملكة غرناطة ثلاث ممالك : قشتالة ، اراغون والبرتغال وقد
اجتمعت كلمة هذه الممالك على توحيد جهودها للقضاء على الحكم العربي الإسلامي في
الأندلس بالقضاء على آخر معقل له في غرناطة ، ولذلك لم تكن علاقة مملكة غرناطة منذ
نشأتها مع الممالك النصرانية تتسم يوما بحسن الجوار(157).
فقد كانت
الحرب سجالاً بينهما ، ورأينا كيف تمكنت الجيوش الأندلسية والمغربية المتحدة من
إلحاق الهزائم بالقوات القشتالية ومن جملة الأحداث المهمة التي تكبد بها النصارى
هزيمة نكراء تلك المواجهة التي تمت في عهد السلطان أبو الوليد إسماعيل الأول
(713-725هـ / 1313-1324م) ، تقدم الدون بيد رو ، أحد الأوصياء على ملك قشتالة على
رأس قوة كبيرة إلى مرج غرناطة(158) بعد أن أسقطوا في
طريقهم عدداً من الحصون(159) والتقى معهم الجيش
الغرناطي وأوقع الهزيمة بهم وقد تكبد القشتاليون في هذه المعركة خسائر فادحة ، وقتل
قائد الحملة وذلك في سنة 719هـ – 1319م(160) .
إن هذا
الانتصار الكبير حفز السلطان الغرناطي على شن عدد من الهجمات داخل أراضي العدو استطاع
من خلالها السيطرة على عدد من المواقع
المهمة(161) ،وهناك أحداثاً كثيرة
عاشتها مملكة غرناطة وحشدت طاقاتها لكبح أطماع الممالك النصرانية وإفشال مخططاتها
الإجرامية وقد تحقق بفضل ذلك تحقيق انتصارات عظيمة في أكثر من موقعة(162) ، مما كان
لها الأثر الكبير في صمودها الأسطوري في وجه الأعداء وما شعرت به تلك الممالك بأن
هذا المعقل عصي عليهم .
وقد شهدت
بعض الفترات عقد اتفاقيات هدنة ومعاهدات صلح أملتها ظروف القتال وأحوالها الداخلية
، ففي عهد السلطان محمد الخامس وفد على السلطان العلامة ابن خلدون ، فأرسله في
سفارة إلى ملك قشتالة لإعادة العلاقات بينهما،وقد نجح ابن خلدون في مهمته(163)،لكن
النصارى متى ما رأوا الفرصة مواتية نقضوا العهد وخانوا الاتفـاق(164) .
والدخول في
الصلح أو الهدنة مع الممالك النصرانية لم يكن ذلك إلا للمحافظة على المملكة بمأمن
من شر تلك الممالك (165) ، وقد كان السلاطين
يدركون أن علاقة العدو معهم لم تكن تتسم في يوم من الأيام بطابع الود ، لأن الهدف الذي
يخططون له هو إخراج المسلمين ونهائياً من الأندلس(166) .
وقد تولى
أمر مملكة غرناطة في فترات معينة سلاطين من بني نصر امتازوا بالهمة والشجاعة وفي
فترات أخرى جاء بعض السلاطين الذين ساءت بهم أحوال المملكة لسوء تدبيرهم وتصرفهم
وحدوث الفتن والاضطرابات مما كان له اثراً سلبياً استغل من قبل الممالك النصرانية
.والتي كانت تتطلع إلى إنهاء الحكم العربي الإسلامي في الأندلس(167)،وقد شهدت
الفترة التي حكم بها بنو الأحمر الأندلس في ظل ظروف كانت بين القوة والضعف وبين
الثبات والهزيمة ، فتارة حرباً وتارةً أخرى هدنة وصلحاً مع الممالك النصرانية حتى
سنحت الفرصة للممالك الأسبانية من الاتحاد وبالتالي عجل ذلك في النهاية المأساوية
لسلطنة غرناطة .
3 . نهاية
مملكة غرناطة .
عاشت مملكة
غرناطة منذ قيامها في صراع ومواجهة عنيفة ومستمرة مع أعدائها الأسبان خارج حدودها
ومع خصومها والمتآمرين عليها في الداخل ، وكانت اعتداءات الأسبان عليها وأطماعهم
بها متلاحقة ومؤقتة مع كل فرصة تحقق لهم كسباً عسكرياً أو سياسياً وقد خدمتهم في
تحقيق أهدافهم العدوانية عليها جملة من الظروف الداخلية والخارجية.
فالخلافات
الداخلية أحياناً من قبل بني الأحمر فيما بينهم ، وأحياناً من جانب الطامعين في
الحكم من الأندلسيين ، وفي الوقت الذي كانت أسبانيا النصرانية تسير بخطوات حثيثة ،
نحو مرحلة الاتحاد النهائي الذي تحقق سنة 884هـ/1479م ، بفضل زواج فردناند ملك
اراغون ، من ايسابيلا ملكة قشتالة(168).
وقبل ذلك
كـان سقوط الدولة المرينية في المغرب سنة 869هـ/1465م(169) ، وبسقوط هذه الدولة
فقدت مملكة غرناطة حليفاً مهماً . وعلى الرغم من قيام دولة بني وطاس على أنقاض
الدولة المرينية ، بحيث لم تكن لديها القوة على العبور إلى الأندلس لتقديم
المساعدة لغرناطة في صراعها مع الأسبان، وبذلك أضحت مملكة غرناطة وحيدة في مواجهة
عدوها الذي أصبح أكثر قوة من ذي قبل بفعل اتحاد مملكتي قشتالة وأراغون(170).
ونتيجة
استلام الحكم في مملكة غرناطة من قبل ملوك قاصرين أو ضعاف أحياناً أو متآمرين على بعضهم (171) ، وسيطرة
العدو على مناطق كثيرة من سنة 892هـ / 1487م ، فسقطت بيده مالقة ، وبسـطة في سنة
895هـ ، كما سيطر على المرية ، والمنكب ، ووادي آش في العام نفسه(172) ، وبسيطرة
العدو على هذه المناطق ، لم يبق أمامه سوى العاصمة غرناطة ، فبعث صاحب قشتالة ،
إلى أبي عبدالله محمد ، لتسليم قصور الحمراء في غرناطة وإنه سيترك له مقابل ذلك ما
تبقى من المدينـة شرط أن يكون تحت ذمته ، جمع أبو عبدالله الأعيان والقادة
والفقهاء للنظر في الأمر ، فأجمعوا على الرفض ، وصمم الجميع على القتال(173) ، خلفتها
حالة الحصار ، قرر أعيان البلد ، تسليم المدينة مقابل شروط معينة(174) .
وتم التوقيع
على معاهدة التسليم من 21 محرم 897 هـ / 1491م بين أبي عبدالله محمد وملكي قشتالة
وأراغون(175) ، وأهم الشروط التي
تضمنتها هذه المعاهدة فصلت القول فيها مصادرنا التاريخية وهي : اطلاق الاسرى
المسلمين في قشتالة ، وتأمين المسلمين على انفسهم واموالهم واعراضهم ، واحتفاظ
المسلمين بشريعتهم ونظمهم باشراف حاكم اسباني ، وتأمين حرية الدين والشعائر
والحفاظ على المساجد والاوقاف ، وان لايدخل مسيحي في مسجد او دار مسلم ، وان يسير
المسلم في ديار الاسبان أمناً لايحمل علامة مميزة ، وان يجتاز الى افريقيا من يشاء
من المسلمين في سفن ملك الاسبان لمدة ثلاث سنوات من دون مقابل ، وان لايقهر مسلم
او مسلمة على التنصر ، وان يعامل الحاكم الاسباني المسلمين بالرفق والعدل ، واخيرا
ان يوافق البابا على الوثيقة (176).
ولكن
الأسبان نقضوا هذه الشروط جميعاً الواحد تلو الآخرى، وأخذوا بعد ذلك يقضون على كل
شيء يمت للإسلام بصلة ، فحولوا الجوامع إلى كنائس ، وحملوا المسلمين على التنصير
وارتكبوا من أجـل ذلك أبشـع الجرائم(177) .
وكان دخول
فردناند وأيسابيلا ، مدينة غرناطة واستلامها في 2 ربيع الأول 897هـ / 1492م(178) .
أما السلطان
أبو عبدالله ، فبعد أن سلم المدينة رحل إلى أندرش ثم غادرها إلى المغرب بناءً على
أوامر فردناند(179) .
وإن كان هذا
ما آلت إليه حالة الأندلس في عصورها الأخيرة فقد كان لمملكة بني الأحمر فضل كبير
على العرب وحضارتهم فقد احتضنت العرب وآوتهم بعد احتلال ديارهم في الأندلس بعد
قيامهم وقدمت خدمات فكرية جلية للحضارة العربية وساهمت في الكثير من الخدمات
الإنسانية وحافظت على أمجاد العرب
وحضارتهم في الأندلس طوال فترة بقائها .
الهوامش
(1) ياقوت الحموي ,
شهاب الدين أبو عبد الله ياقوت ابن عبد الحموي (ت 626هـ) , معجم البلدان , مطبعة
السعادة ، ط1 ، (القاهرة ،1906) ،ج6، ص280، القزويني ، زكريا بن محمد بن محمود (ت682هـ) ، آثار البلاد وأخبار العباد
دار صادر ، بيروت ، (بيروت1380هـ ، 1960م)
، ص547 ؛ المقري ، احمد بن محمد المقري التلمساني (ت 1041هـ) ، نفح الطيب في غصن الأندلس الرطيب وذكر وزيرها
لسان الدين بن الخطيب،تحقيق : إحسان عباس ، دار صادر ، (بيروت ،1968) ، ج1 ، ص
147.
(2) الحميري ، أبو عبد
الله محمد بن محمد بن عبدالله (ت710هـ) ،
الروض المعطار في خبر الأقطار ، تحقيق إحسان عباس ، مطابع دار السراج ط2
، (بيروت ،1980 ) ، ص33 ، ابن الخطيب
الغرناطي ، لسان الدين أبو عبدالله محمد
السلماني (ت776هـ) ،الإحاطة في أخبار غرناطة ، تحقيق : محمد عبدالله عنان ، مكتبة
الخانجي ، ط1 ، 1973 ، ج1 ، ص131 .
(3) ياقوت الحموي ،
معجم البلدان ، ج6 ، ص 280.
(4) نقلا" عن
:عنان،محمد عبدالله ، نهاية الأندلس وتاريخ العرب المنتصرين،مطبعة مصر ط1 (القاهرة
، 1949م) ، ص 14.
(5) ابن الخطيب
الغرناطي ، الإحاطة ، ص 91، هامش رقم واحد
.
(6) الإدريسي أبو
عبدالله محمد (ت560هـ) ، المغرب وأرض السودان ومصر والأندلس ، (مأخوذ من كتاب نزهة
المشتاق من اختراق الآفاق) ، مطبعة بريل ، (ليدن،1982) ، ص 201 ، القلقشندي ، أبو
العباس احمد بن محمد (ت821هـ) ، صبح الأعشى في صناعة الإنشاء ، المطبعة الأميرية ،
القاهرة 1333هـ) ، ج5 ، ص215 ، الحجى عبد الرحمن علي ، التاريخ الأندلسي من الفتح
حتى سقوط غرناطة ، دار القلم ، (بيروت ،1976 ) ، ص518 .
(7) عنان ، نهاية
الأندلس ، ص14. هامش رقم (2) .
(8) القلقشندي ، صبح
الأعشى ، ج 5 ، ص 214، العبادي ، احمد مختار ، في تاريخ المغرب والأندلس ، مؤسسة
شباب الجامعة للطباعة والنشر، (الأسكندريه ،1982 ) ، ص224 .
(9) ابن خلدون ، عبد
الرحمن بن محمد (ت808هـ) ، كتاب العبر
وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان
الأكبر، دار الكتاب،(بيروت،1981)،مج4 ، ص 369 ، المقري ، نفح الطيب ، ج1 ، ص448 ؛
الحجى ، التاريخ الأندلسي ، ص518
(10) شبانة ، محمد كمال
، العرض الموجز للأحداث التاريخية ذات الصلة بما ورد في كتاب ابن الخطيب الغرناطي” كناسة الدكان بعد انتقال السكان”
والذي كتبه في بدايته ، ص16، الحجي ، التاريخ الأندلسي ، ص 518 .
(11) الإحاطة ، ج1 ، ص
91.
(12) أبو عبدالله بن
أحمد اللواتي (ت 799هـ) ، رحلة ابن بطوطة المسماة تحفة النظار في غرائب
الأمصار،تحقيق:طلال حرب،دار الكتب العلمية، (بيروت ، 1987) ، ص679 .
(13) علي بن موسى وأسرته (ت 685هـ) ، المغٌرِب في حٌلى
المغَرب ، تحقيق وتعليق : شوقي ضيف ، دار المعارف ، ط3 ، (القاهرة ، 1964) ، ج2 ،
ص102 .
(14) ابن الخطيب الغرناطي ، الإحاطة ، ج1 ، ص93 .
(15) القلقشندي ، صبحي الأعشى ، ج5 ، ص261 ؛ المقري
، نفح الطيب ، ج4 ، ص510 ؛ الحجي ، التاريخ الأندلسي ، ص518 .
(16) ابن الخطيب
الغرناطي ، الإحاطة ، ج1 ، ص99 وما بعدها ؛ عنان ، محمد عبد الله ، نهاية الأندلس
، ص1 ، وما بعدها .
(17) القلقشندي ، صبحي
الأعشى ، ج5 ، ص214 .
(18) المصدر نفسه ، ج5 ، ص214 ، المقري ، نفح الطيب
، ج1 ، ص117 وص146-147 ، وج3 ص217-218 .
(19) ابن الخطيب
الغرناطي ، الإحاطة ، ج1 ، ص122 .
(20) شاك، فون، الفن
العربي في إسبانيا وصقلية، تعريب،الطاهر أحمد مكي، دارالمعارف ،1980 ، ص156 .
(21) المقري ، نفح
الطيب ، ج1 ، ص150 .
(22) القلقشندي ، مج الأعشى ، ج5 ، ص214 .
(23) المصدر نفسه ، ج5
، ص214 .
(24) ابن الخطيب
الغرناطي،الإحاطة ، ج1 ، ص148؛ اللمحة البدرية ، ص21 ، النباهي ، نزهة البصائر ، ص110 ؛ المقري ، ابن خلدون ، كتاب
العبر، مج4 ، ص170 ؛
المقري ، نفح الطيب، ج1 ، ص447 ؛ ارسلان ، الحلل السندسية ، ج1، ص95. وقد أ شار
ابن حزم :" إن لسعد بن عباده ولدين : قيس وسعيد ولسعيد بن سعد هذا عقب
بالأندلس بقرية يقال لها قربلان من عمل سرقسطه من قبل الحسين بن سعيد بن سعد بن
عباده وبشدونه بنو عرموم بن جميل بن عصام
بن قتادة بن وتادين قيس بن سعد…" ينظر: جمهرة انساب العرب : ص365.
(25) ابن خلدون ، كتاب
العبر ، مج4 ، ص170؛ حموده ، علي محمد ، تاريخ الأندلس السياسي
والعمراني والاجتماعي ، مطابع دار الكتاب العربي ، ط1، (القاهرة ، 1957) ، ص295 .
(26) ابن خلدون ، كتاب
العبر ، مج4 ، ص170 .
(27) المصدر نفسه ، م4
، ص366; سالم ، السيد عبد العزيز ، تاريخ المغرب الكبير
، العصر الأموي ، دار النهضة العربية ، (بيروت ،1981 ) ، ج2 ، ص828 .
*
هي الموقعة التي وقعت بين الموحدين ، ومعهم الأندلسيون بقيادة الملك الناصر أبي
عبدالله محمد بن المنصور وجيوش أسبانيا تساندها دول أوربا بقيادة الفونسو ملك
قشتالة ، وقد التقى الطرفان في منتصف صفر
609هـ/1212م بموقع يعرف بالعقاب ، بين جيان ، وقلعة رباح ، وكسر المسلمون في هذه
لمعركة وتكبدوا بها خسائر كبيره . ينظر، المراكشي ، عبدالواحد ، المعجب في تلخيص
أخبار المغرب ، تحقيق : محمد سعيد العريان ، ومحمد العربي العلمي ، مطبعة الاستقامة
، ط1 ، (القاهرة ، 1949 ) ، ص321 ؛
الحميرى ، الروض المعطار ، ص137;أشباح ، يوسف ، تاريخ الأندلس في عهد المرابطين
والموحدين ، ترجمة محمد عبدالله عنان ، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر ، ط2 ،
(القاهرة ، 1958 ) ، ص354 .
(28) الحميري ، الروض
المعطار ، ص146 .
(29) المقري ، نفح
الطيب ، ج4 ، ص383؛ الحجى ، التاريخ الأندلسي ، ص513 .
**ابن هود هو
: محمد بن يوسف بن هود الثائر بمرسية ضد الموحدين حوالي 620هـ. ينظر: المقري ، نفح الطيب ، ج1، ص447 .
*** أبن الأحمر هو : محمد بن
يوسف بن الأحمر . الملقب بالغالب بالله الذي ثار على الموحدين وعلى ابن هود سنة 629هـ وتمكن من السيطرة على جيان وشربش
. ينظر: المقري ، نفح الطيب ، ج1، ص447 .
(30) تسمية المملكة
باسم بني الأحمر يعود للقب أطلق على والد محمد الأول مؤسس المملكة يعرف بلقب أبن
الأحمر نسبة لوالده ،أنظر:ابن الخطيب الغرناطي، ديوان الصيب والجهام والماضي
والكهام، تحقيق: محمد الشريف،الشركة الوطنية للنشر والتوزيع،(الجزائر،1973)، ص21 .
(31) ابن الخطيب
الغرناطي،اللمحة البدرية في الدولة النصرية ، تحقيق:لجنة أحياء التراث العربي ،
دار الأفاق الجديدة، (بيروت ، 1980 ) ، ص32;
المقري ، نفح الطيب ، ج4 ، ص 384 .
(32) ابن الخطيب
الغرناطي ، الإحاطة ، ج2 ، ص 128 .
(33) ابن الخطب
الغرناطي ، أعمال الأعلام في من بويع قبل الاحتلام من ملوك الإسلام ، تحقيق : ليفي
بروفنسال،دار المكشوف،(بيروت ، 1956 ) ، ص279;اشباخ ، تاريخ الأندلس ، ص408 .
(34) الحميري ، الروض
المعطار ، ص355 .
(35) أبن الخطيب
الغرناطي ، اعمال الأعلام ، ص280 .
(36) ابن الخطيب
الغرناطي ، الإحاطة ، ج2 ، ص130.
(37) ابن الخطيب
الغرناطي ، أعمال الأعلام ، ص278 .
(38) أبن الخطيب
الغرناطي ، الإحاطة ، ج2 ، ص129 ؛ أعمال الأعلام ، ص 278 .
(39) أبن الخطيب
الغرناطي ، الإحاطة ، ج 2 ، ص130 .
(40) شبانة ، العرض الموجز ، ص18 .
(41) المقري ، نفح
الطيب ، ج1 ، 447 .
(42) ابن خلدون ، كتاب
العبر ، مج4;،ص366
؛ القلقشندي ، صبح الأعشى ، ج5 ، ص260 .
(43) ابن الخطيب
الغرناطي ، الأحاطةج2 ، ص94;
اللمحة البدرية ، ص43 .
(44) المقري ، نفح الطيب ، ج1 ، ص448.
(45) ابن الخطيب الغرناطي ، الإحاطة ، ج2 ، ص98;اللمحة البدرية ، ص47.
(46) شبانة ، العرض
الموجز ، ص19;عنان ، نهاية الأندلس ، ص28-29 .
(47) ابن الخطيب
الغرناطي ، الإحاطة ، ج2 ، ص231 .
(48) شبانه ، العرض
الموجز ، ص19 .
(49) القلقشندي ، صبح
الأعشى ، ج5 ، ص261 .
(50) النباهي ،
أبو الحسن بن عبدالله بن الحسن (ت793هـ) ،
نزهة البصائر والأبصار ، نشره مولر في
كتابه نخب من تاريخ عرب الغرب ، (ميونخ ،
1866) ، ص116 .
(51) منها الشيخ أو ابن
الأحمر ، والبعض يلقبه بأبي دبوس .ينظر: ابن الخطيب الغرناطي ، اللمحة البدرية في
الدولة النصرية ، تحقيق : لجنة أحياء التراث العربي ، دار الأفاق الجديدة ،(بيروت ، 980 )، ط2 ، ص30 ،
ابن خلدون ، كتاب العبر ، مج4 ، ص170 .
(52) ابن قتيبة
الدنيوري، عبدالله بن مسلم (ت 276هـ)،عيون الأخبار،طبع أوفسيت،(مصر، 1925)،ج1 ،
ص120;ابن الأزرق،محمد بن علي بن محمد بن مسعود أبو
عبدالله (ت896) ، بدائع السلك من طبائع الملك،تحقيق علي سامي النشار، منشورات
وزارة الثقافة والأعلام،(بغداد ،1977)،ج ، ص196 ؛ دوشاتو ، بريان الفيكونت ، اخر
بني سراج ، مترجمة ومذيلة بخلاصة مدن تاريخ الأندلس الى سقوط غرناطة ، بقلم : شكيب أرسلان ، (مصر، 1924 ) ، ص 120.
(53) ابن الخطيب
الغرناطي ، الإحاطة ، ج2 ، ص98”اللمحة البدرية ، ص47; المقري ، نفح الطيب ، ج4 ، ص460 .
(54) ابن الخطيب
الغرناطي ، الإحاطة ، ج 2، ص99 ، اللمحة البدرية ، ص48 .
(55) ابن عذاري
المراكشي،أبو العباس احمد بن محمد (كان حيا في سنة712هـ)،البيان المغرب في أخبار
الأندلس والمغرب:تحقيق خ.س كولان،وليفي بروفنسال،دار الثقافة ،(بيروت ، 1967)،ج2،
ص367،مؤلف مجهول، الذخيرة السنية في أخبار الدولة المرينية ، نشر محمد أبو شنب
،(الجزائر،1920)، ص37، ويشير بعضهم إلى أن هذا الاتفاق تم عام644 هـ. ينظر: ابن
الخطيب الغرناطي،اللمحة البدرية،ص36;ابن خلدون،كتاب العبر ، مج 4 ، ص171 ;اشباخ ، تاريخ الأندلس
، ص439;عنان ، نهاية
الأندلس ، ص35 ;
فرحات ، محمود شكري ، غرناطة في ظل بني الأحمر، (دراسة حضارية) ، (بيروت ، 1982 )
ص25;التواني،عبدالكريم، مأساة انهيار الوجود العربي
في الأندلس ، مكتبة الرشاد ، (الدار البيضاء ، بلات) ، ص405 ;السامرائي ، خليل إبراهيم ، وآخرون ، تاريخ
العرب وحضارتهم في الأندلس، (الموصل ، 1986) ، ص289 .
(56) ايرفنج ، وشنطون ،
قصر الحمراء في الأدب والتاريخ ، نقله إلى العربية وعلق حواشيه وقدم له ، إسماعيل
العربي ، دار الرائد العربي ، بيروت ، لبنان ، ط1 ، 1984 ، ص92. كانت اشبيلية أثناء قيام القشتاليين بمهاجمتها
تابعة ، للسلطان ، أبى زكريا الحفصي ، صاحب أفريقيا ، حيث قام سنة 643هـ/1245م
يحيى ابن عبدالملك بن محمد الحافظ أبي بكر ، وملكها ، وبايع للأخير أبى زكريا
الحفصي .ينظر أبن خلدون ، كتاب العبر ، مج4 ، ص367 .
(57) أبن خلدون،العبر،
مج4 ، ص368؛ المقري، نفح الطيب،ج1، ص448 ؛ سيديو، ل ، أ ، تاريخ العرب
العام،إمبراطورية العرب،حضارتهم، مدارسهم الفلسفية والعلمية والأدبية، نقلة إلي
العربية عادل صغير، مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاءه ط3 ، (القاهرة ، 1969) ،
ص315 .
(58) ايرفنج ، قصر
الحمراء ، ص94 .
(59) عن هذه الأعمال . ينظر
، ابن الخطيب الغرناطي ، الإحاطة ، ج2 ، ص94-95 ؛ اللمحة البدرية ، ص43 ؛ النباهي
، نزهة البصائر ، ص117 .
(60) أبن الخطيب
الغرناطي ، اللمحة البدرية ، ص43 .
(61) اشباخ ، تاريخ
الأندلس ، ص445 ؛ دوشتاو، آخر بني سراج ، ص119 .
(62) مجهول ، الذخيرة
السنية ، ص51 وما بعدها .
(63) أبن عذاري ،
البيان ، ج2، ص462 .
(64) النباهي،نزهة
البصائر،ص117؛ابن خلدون، العبر،مج4،ص17؛فرحات،غرناطة، ص32.
(65) ابن الخطيب
الغرناطي،الإحاطة،ج2، ص99؛اللمحة البدرية، ص48؛ كناسة الدكان بعد انتقال
السكان،تحقيق محمد كمال شبانة،مراجعة حسن محمود،دار الكتاب العربي،(مصر،بلات) ،
ص18 .
(66) ابن الخطيب ،
كناسة الدكان ، ص16 .
(67) ابن الخطيب ،
نفاضة الجراب ،ص183
(68) مزيداً للتفاصيل عن الجيش الغرناطي
ينظر : ابن الخطيب ، الاحاطة ،
ج1/115-125؛ فرحات ، افاق غرناطة ، ص90-96؛ العبادي ، دراسات ، ص400-401 .
(69) للتعرف على مزيداً من القضاة
المشهورين في مملكة غرناطة ينظر : ابن
الخطيب ، اللمحة البدرية ، ص45.
(70) أبن الخطيب
الغرناطي ، الإحاطة ، ج2 ، ص95 .
(71) المصدر نفسه ، ج1
، ص93 .
(72) ابن خلدون ،
المقدمة ، دار مكتبة الهلال ، (بيروت ، 1986) ، ص342 .
(73)ابن الخطيب الغرناطي
، اللمحة البدرية ، ص40 .
(74) بلباس ، ليوبولدو
توريس ، الأبنية الأسبانية الإسلامية ، ترجمة ، عليه إبراهيم العناني ، مجلة
المعهد المصري للدراسات الإسلامية ، العدد
الأول ، السنة الأولى ، 1953 ، ص23 .
(75) عنان ، محمد
عبدالله ، الآثار الأندلسية الباقية في إسبانيا والبرتغال ، مطبعة لجنة التأليف
والترجمة والنشر ، ط2 ، (القاهرة ، 1961) ، ص168 .
(76) عن أثاث المنزل
الغرناطي ، انظر ، القلقشندي ، صبح الأعشى ، ج5 ، ص221 ؛ المقري ، نفح الطيب ، ج4
، ص510 ؛ لوثينا ، لويس سيكودي ، الوثائق العربية الغرناطية وقيمتها التاريخية ،
ترجمة ، حسين مؤنس ، صحيفة معهد الدراسات الإسلامية في مدريد ، المجلدان السابع
والثامن ، لسنة 1959 ، 1960م ، ص107 .
(77) المقري ، نفح
الطيب ، ج1 ، ص224 .
(78) فرحات ، غرناطة في
ظل بني الأحمر، ص126 .
(79) الاحاطة ،
ج1،ص137؛ اللمحة البدرية ،ص40 .
(80) ابن الخطيب ،
اللمحة البدرية ، ص40 .
(81) ابن الخطيب ،
مشاهدات ابن الخطيب ، ص50 ؛ مؤلف مجهول ، اخبار العصر في انقضاء دولة بني نصر ،
ص3-4 .
(82) العبادي ، احمد
مختار ، من المقدمة التي كتبها في كتاب مشاهدات ابن الخطيب في بلاد المغرب
والاندلس ، ص10.
(83) المقري،نفح
الطيب،ج1،ص210؛ مؤنس، حسين ، فجر الأندلس، (القاهرة،1959م) ، ص433 .
(84) المصدر نفسه ، ج1،
ص210 ؛ المرجع نفسه ، ص433 .
(85) المقري ، نفح
الطيب ، ج3، ص150 ؛ ارسلان ، شكيب ، الحلل السندسية في الأخبار والآثار الأندلسية
، مكتبة الحياة ، (بيروت ، 1355هـ) ، ج1، ص259 .
(86) المصدر نفسه ،ج 3
، ص150 ؛ المرجع نفسه ، ج1 ، ص259 .
(87) المصدر نفسه ، ج1
، ص224 .
(88) ابن الخطيب
الغرناطي ، اللمحة البدرية ، ص47 .
(89) للتفصيل عن
الملابس ينظر زاهدة عبدالله عبدا لرزاق ، الحياة الاجتماعية في الأندلس خلال عهد مملكة
غرناطة ، (بغداد ، 1997م) ، ص219-236 .
(90) المقري ، نفح
الطيب ،ج1 ،ص223 .
(91) ابن سعيد ، المغرب
، ج1 ، ص423 ؛ ابن الخطيب الغرناطي ، الإحاطة ، ج1، ص138 .
(92) ابن الخطيب
الغرناطي، اللمحة البدرية ، ص90 ؛ ايفرنج ، قصر الحمراء ، ص146 .
(93) العبادي ، احمد
مختار، الأعياد في مملكة غرناطة ، مجلة معهد الدراسات الإسلامية في مدريد ، المجلد
الخامس عشر، (مدريد ، 1970) ، ص138 .
(94) ابن الخطيب
الغرناطي ، اللمحة البدرية ، ص 40 .
(95) ابن الخطيب
الغرناطي ، الإحاطة ، ج1،ص134؛ حسن ، حسن إبراهيم ، تاريخ الإسلام السياسي والديني
والثقافي والاجتماعي ، مكتبة النهضة ، ط1،(مصر ، 1967)، ج4 ، ص640 . والبربر/هم
احد عناصر الجيش العربي الإسلامي الذي عبر لفتح الأندلس وهم عرب المغرب ينتمون إلى
فرعين رئيسيين :هما البرانس ويتفرعون إلى عدة قبائل ، والبتر وهم بنو ماذغيس
وينقسم شعبهم إلى عدة قبائل . وأكدت المصادر انهم أقوام العرب المغاربة
ومادتهم .ينظر:الطبري ، محمد بن
جرير(ت310هـ) ، تاريخ الرسل والملوك،تحقيق محمد ابو الفضل ابراهيم ، دار المعارف(مصر، 1964) ، ج1 ، ص219،ج2، ص516؛
مجهول،مفاخر البربر ، نبذه مختصرة نشرها ليفي
بروفنسال ، المطبعة الجديدة ، (المغرب ، 1934م) ، ص17 . اما الصقالبة: أطلق
الأندلسيون لفظة الصقالبة على الأرقاء الذين كانوا يشترونهم من أوربا حيث أن
الجيوش الجرمانية دأبت على سبي الشعوب القبلية السلافيه وبيع رجالها ونسائها لعرب
الأندلس ولذلك أطلق العرب عليهم اسم الصقالبة وكانوا يسمون المجابيب كما وردت
تسميتهم بالخرس والمماليك . ينظر: ابن بسام ، الذخيرة ، ج4 ، ص34 ؛ المقري ، نفح
الطيب ، ج1، ص32؛ العبادي ، احمد مختار ، الصقالبة في أسبانيا ، وزارة المعارف
العمومية ، المعهد المصري للدراسات الإسلامية ، (مدريد ، 1953) ، ص9؛ عنان ، محمد
عبد الله ، دولة الإسلام في الأندلس، القسم الثاني ، مطبعة لجنة التأليف والترجمة
والنشر، ط3 ، (القاهرة،1960)،ص230 ويقول
المقدسي" وبلدهم خوارزم الا انهم يحملون الى الأندلس" ينظر المقدسي ،
محمد بن احمد(ت380)، احسن التقاسيم في معرفة الأقاليم ، مطبعة لجنة التأليف
والترجمة والنشر، ط2، (القاهرة ، 1960م) ، ص242 .
(96) ينظر: بروفنسال ،
ليفي، سلسلة محاضرات عامة في أدب الأندلس وتاريخها ، ترجمة محمد عبد الهادي شعيرة
، المطبعة الأميرية ، (القاهرة ، 1951) ، ص36 .
(97) ارسلان ، الحلل
السندسية ، ج1 ، ص188-189، هامش رقم (3) .
(98) ابن حيان ، أبو
مروان حيان بن خلف أوس (ت469هـ) ، المقتبس من أنباء أهل الأندلس ، القطعة الخاصة
بعصر الحكم المستنصر ، تحقيق : عبد الرحمن علي الحجى ، نشر وتوزيع دار الثقافة ،
(بيروت ، 1965م) . ص201 .
(99)الإحاطة ، ج1 ،
ص103 .
(100) مؤلف مجهول ،
أخبار مجموعة من أهل الأندلس وذكر أمرائها والحروب الواقعة بينهم ، مطبع ربدنبر ،
(مدريد ، 1876) ، ص6 .
(101) طه ، عبد الواحد
ذنون ، الفتح والاستقرار العربي في شمال أفريقية ، منشورات وزارة الثقافة والأعلام
، دار الرشيد للنشر ، (بغداد 1982م) ،
ص271 .
(102) المراكشي ،
المعجب ، ص15-16 ؛
لوبون، غوستاف ، حضارة العرب ، ترجمة عادل زعيتر ، (بيروت ، 1979) ، ص323 .
(103) ابن الخطيب
الغرناطي ، الإحاطة ، ج1، ص136 .
(104) المقري، نفح
الطيب،ج1 ، ص252 ؛ الحجى ، التاريخ الأندلسي ، ص540 .
(105) ابن خلدون ، كتاب
العبر، مج4 ، ص368-369 .
(106) ابن بطوطة ، رحلة
ابن بطوطة ، ص657 .
(107) ابن القوطية ،
أبو بكر محمد بن عمر القرطبي(ت367هـ) ، تاريخ افتـتاح الأندلس ، تحقيق : عبدالله
أنيس الطباع ، دار النشر للجامعين ، (بيروت، 1957) . ص205 .
(108) ابن الخطيب
الغرناطي ، مشاهدات لسان الدين ابن الخطيب في بلاد المغرب والأندلس ، مجموعة رسائل
ابن الخطيب ، حققها الدكتور احمد مختار العبادي ، مؤسسة شباب الجامعة للطباعة
والنشر ، (الإسكندرية ، 1983م) ، ص43 .
(109) ابن الخطيب
الغرناطي ، الإحاطة ، ج3 ، ص419 ، أعمال الأعلام ، ص 309 ؛ ابن خلدون ، كتاب العبر
، المصر السابق ، مج4 ، ص376 ، ابن القاضي المكناسي ، أبو العباس احمد بن محمد ،
ذيل وفيات الأعيان ، المسمى درة الجمال من أ سماء الرجال ، تحقيق : محمـد الأحمدي
، أبو النور، دار التراث ط1، (القاهرة ، 1970) ، ج1، ص147 .
(110) ابن الخطيب
الغرناطي،اللمحة البدرية،ص48؛فرحات،غرناطة من ظل بني الأحمر، ص90.
(111) ابن الخطيب
الغرناطي ، اللمحة البدرية ، ص94 .
(112) زاهدة عبدالله
عبدا لرزاق ، الحياة الاجتماعية ، ص67 .
(113) مؤلف مجهول،
أخبار العصر في انقضاء دولة بني نصر،نشر مولر في كتاب نخب في تاريخ عرب
الغرب،(ميونخ،1866م)،ص6؛ المقري،نفح
الطيب،ج4،ص512؛ فرحات،غرناطة في ظل بني الأحمر،ص57،طه،عبد الواحد ذنون،دراسات في
التاريخ الأندلسي،مديرية دار الكتب للطباعة والنشر،(موصل،1987)،ص193.
(114) فرحات،غرناطة في
ظل بني الأحمر،ص109-110.
(115) طه،الفتح
والاستقرار،ص85.
(116) ابن عذارى،البيان
المغرب،ج2،ص12;الحميري،الروض المعطار،ص394;طه،الفتح
والاستقرار،ص85.
(117) مؤلف مجهول،أخبار
مجموعة،ص12-14.
(118) ابن حيان
المقتبس،تحقيق الحجى،ص149.
(119) مؤلف مجهول،أخبار
مجموعة،ص12;
الحميري،الروض المعطار،ص394.
(120) ابن الخطيب
الغرناطي ،الإحاطة،ج1،ص101;اللمحة البدرية،ص26.
(122) الحميري،الروض
المعطار،ص45.
(123) فرحات،غرناطة في
ظل بني الأحمر،ص116.
(124) اللمحة
البدرية،ص84..
(125) ابن الخطيب
الغرناطي، أعمال الأعلام،ص288.
(126) فرحات ، غرناطة ،
ص162 .
(127) ابن الخطيب
الغرناطي،أعمال الأعلام،ص2291;
ابن خلدون، كتاب العبر،مج4،ص370.
(128) للمزيد عن تلك
الفتن والاضطرابات ينظر:ابن الخطيب الغرناطي،الإحاطة،ج1،ص398-440،ج2،ص29-30؛ اللمحة البدرية ،ص120-125؛ أعمال الإعلام،ص309؛ نفاضة
الجراب؛ ص103- 106؛ العبادي، فترة مضطربة ، ص43 وما بعدها.
(129) ابن الخطيب ، اللمحه
البدرية، ص67.
(130) للتفاصيل أكثر حول
الاستعانة بالممالك الاسبانية.ينظر:مجهول،أخبار العصر،ص32 وما بعدها.
(131) ابن خلدون،كتاب
العبر، مج 7 ، ص 448 ;
عنان ، نهاية الأندلس ، ص 24 .
(132) ابن أبي زرع ، علي ابن عبدالله الفاسي ، الأنيس
المطرب بروض القرطاس من أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس ، دار المنصور للطباعة
، (الرباط ، 1972) ، ص 313 .
(133) ابن الخطيب
الغرناطي ، اللمحة البدرية ، ص 39 ؛ المقري
، نفح الطيب ، ج 4 ، ص 385 ; ارسلان ، الحلل السندسية ، ج 2 ، ص 301 .
(134) للتفاصيل اكثر
حول المجتمع الغرناطي وتأثره ينظر : ابن الخطيب ، اعمال الاعلام ، ص4 ؛ الحلل
السندسية ، ج1،ص257 ؛ المقري ، نفح الطيب ، ج2،ص763 .
(135) سالم ، السيد ،
في تاريخ وحضارة الاسلام في الاندلس ، مؤسسة شباب الجامعة ، ( الاسكندرية ، 1985)
، ص6-7 ؛ العلي ، صالح احمد وآخرون ، تاريخ الحضارة العربية الاسلامية ، مطبعة
الاداب ، (النجف الاشرف ، 1395هـ / 1975م ) ، ص263ومابعدها .
(136) المقري ، نفح ،
ج5، ص268 .
(137) ينظر: هانز ، رودلف سنجر ، قائمة باسماء
الاماكن والبلدان الواردة في كتاب الصلة لابن بشكوال ،صحيفة معهد الدراسات الاسلامية
بمدريد، م15،1970،الصفحات: 163، 168 ، 169 ، 176
، 177 ، 179 ، 180 ، 185 ، 186 .
(138) ابن الخطيب ،
الاحاطة في اخبار غرناطة ، ، ج3، ص33-34.
(139) الاهواني ، احمد
فؤاد ، التعليم في رأي القابسي ، ( القاهرة ، 1945) ، ص56.
(140) ابن خلدون ، عبد
الرحمن بن محمد (ت808هـ ) ، المقدمة ، دار القلم ، ( بيروت ، 1978) ، ص385.
(141) المصدر نفسه ،
ص538 .
(142) ابن الفرضي ،
تاريخ علماء الاندلس ، ج2، ص22-23 .
(143) نفح الطيب ،
ج1/206 .
(144) ابن الخطيب ،
نفاضة الجراب ، ص20-21 .
(145) فرحات ، غرناطة ،
ص162 .
(146) المقري ، نفح الطيب
، ج3، ص52 ، ص258 .
(147) فرحات ، غرناطة ، ص168 .
(148) نفح الطيب ، ج 1
، ص 385 ; مؤنس ، حسين ، معالم تاريخ المغرب والأندلس ، ط 1 ، (القاهرة 1980) ، ص 389 .
(149) ابن الخطيب
الغرناطي ، الاحاطة ، ج 1 ، ص 565 ;
المقري ، نفح الطيب ، ج 4 ، ص 385 ;
ابن خلدون ، كتاب العبر ، مج 1 ، ص 191 .
(150) ابن بطوطة،رحلة
ابن بطوطة،ص651 - 652؛عنان، نهاية الأندلس،ص 100 – 106 .
(151) ابن الخطيب
الغرناطي ، الاحاطة ، ج 4 ، ص 322 ;
اللمحة البدرية ، ص 105 ؛ المقري ، نفح الطيب ، ج 5 ، ص 14 ؛ الحجى ، تاريخ الأندلس ، ص
543 .
(152) ابن أبي زرع ، الإنيس
المطرب ، ص 313 .
(153) الحجى ، تاريخ
الأندلس ، ص 520 .
(154) ابن الخطيب، اللمحة البدرية، ص 66 ؛ عنان ،
نهاية الأندلس ، ص 86 .
(155) السلاوي ، أبو
العباس أحمد بن خالد (ت 1315 هـ) ، الاستقصاء لأخبار دول المغرب الأقصى ، تحقيق : جعفر
الناصري ومحمد الناصري ، دار الكتاب ،
(الدار البيضاء ، 1955 ) ، ج 4 ، ص 81 ؛ العبادي ، أحمد مختار ، فترة مضطربة من
تاريخ غرناطة ، صحيفة معهد الدراسات الإسلامية في مدريد ، المجلدان السابع والثامن
، لسنة 1959 ، 1960 ، ص 50.
(156) ابن خلدون ، كتاب
العبر ، مج 7 ، ص 366 .
(157) مزيدا من
التفاصيل ، ينظر : خالد محمود عبدالله ، جهاد بني مرين في الأندلس (656-685هـ /
1258-1286م) (بغداد 1989) .
(158) شبانة،محمد
كمال،يوسف الأول،سلطان غرناطة،مطبعة الرسالة،(القاهرة،بلا ت)،ص134.
(159) ابن الخطيب
الغرناطي ، أعمال الأعلام ، ص 395 .
(160) ابن الخطيب
الغرناطي ، الاحاطة ، ج 1 ، ص 389 ؛ اللمحة البدرية ، ص 85 . تقدرها بعض الروايات
بخمسين ألف ، بينما ترفعها روايات إلى أكثر من ستين ألف . أنظر : المقري ، نفح
الطيب ، ج 1 ، ص 451 ؛ ابن العماد الحنبلي ، أبو الفلاح عبد الحي ، شذرات
الذهب في أخبار من ذهب ، المكتب التجاري للطباعة والنشر ، (بيروت ، بلا ت) ، ج 6 ،
ص 51 .
(161) ابـن الخطيب
الغرناطـي،أعمـال الأعلام،ص 95؛النباهي، نزهـة البصائر ، ص 129 .
(162) ابن الخطيب
الغرناطي،اللمحة البدرية، ص 85-87 ؛ عنان،نهاية الأندلس،ص 92-93 .
(163) ابن الخطيب
الغرناطي،اللمحة البدرية،ص31؛الحميري،الروض المعطار،ص 461 .
(164) ابن خلدون ،
التعريف بابن خلدون ورحلته غرباً وشرقاً ، تعليق : محمد بن تاويت الطنجي ، مطبعة
التأليف والترجمة والنشر ، (مصر ، 1951) ، ص 84.
(165) المقري ، أزهار
الرياض في أخبار القاضي عياض ، تحقيق : مصطفى السقا إبراهيم ، وعبد الحفيظ شلبي ،
طبع لجنة التأليف والترجمة والنشر ، (القاهرة ، 1940) ، ج 1 ص 51.
(166) مؤلف مجهول ،
الذخيرة السنية ، ص 73 .
(167) المشرفي ، محمد
محي الدين ، التنظيم العسكري في أيام دولة بني الأحمر ، مجلة (دعوة الحق) ، العدد
3 ، السنـة 21 ، (الرباط ، 1980) ، ص 37 .
(168) حتاملة،محمد عبدة
،التنصير القسري لمسلمي الأندلس ، (الأردن ، 1982)،ص 14؛ محنة مسلمي الأندلس عشية
سقوط غرناطة وبعدها،مطابع دار الشعب،(الأردن،1977) ، ص 17.
(169) عنان ، نهاية
الأندلس ، ص 138-140 .
(170) السلاوي ،
الاستقصاء ، ج 4 ، ص 120 ;
عنان ، نهاية الأندلس ، ص 123.
(171)ينظر : ابن الخطيب
الغرناطي ، نفاضة الجراب في علالة الاغتراب ، تحقيق : د. أحمد مختار العبادي ،
مراجعة ، د. عبد العزيز الأهواني ، دار الكاتب العربـي للطباعـة والنشر ، (
القاهرة ، بلا ت) ، ص 103-104 ؛ ابن خلدون ، كتاب العبر ، مج 4 ، ص 376 ؛ العبادي
، فترة مضطربة من تاريخ غرناطة ، ص 46.
(172) مؤلف مجهول،أخبار
العصر،ص 28-31 ؛المقري،نفح الطيب،ج 4 ، ص 520 – 522 .
(173) مؤلف مجهول ،
أخبار العصر ، ص 33-34 .
(174) مؤلف مجهول ،
أخبار العصر ، ص 44-48 ؛ المقري ، نفح الطيب ، ج 4 ، ص 524-525 ؛ حتاملة ، محنة
مسلمي الأندلس ، ص 54-55 ؛ طه ، دراسات أندلسية ، ص 192 .
(175) عنان ، نهاية
الأندلس ، ص 185 ؛ حمادة ، محمد ماهر ، الوثائق السياسية والإدارية في الأندلس
وشمالي أفريقيا ، (دمشق ، 1978) ، ص 538 .
(176) ينظر : مجهول ،
أخبار العصر ، ص 20-46 ؛ المقري ، نفح الطيب ، ج 4 ، ص 512-525 ؛ أزهار الرياض ، ج
1 ، ص66 ، التواني ، مأساة انهيار ، ص 407 وما بعدها ؛ حتاملة ، التنصير القسري ،
ص19-55 .
(177) مؤلف مجهول،أخبار
العصر،ص54-56؛المقري،نفح الطيب،ج 4 ، ص 527-
528 .
(178) المقري ، نفح
الطيب ، ج4 ، ص525 ؛ طه ، دراسات أندلسية ، ص197.
(179) مؤلف مجهول ،
أخبار العصر ، ص53.
د.
رياض احمد عبيد العاني