اثر العصبية في الادب الاندلسي حتى بداية عصر الموحدين
الوصف:
إن الظاهرة الأدبية هى أفضل ناقل لصورة العصر الذى نشأت فيه ، إذ هى تعبر عن مشاعر و أحاسيس الناس ، و همومهم و آلامهم ... إلى غير ذلك . و يصدق هذا القول على الآدب الأندلسى بكافة أشكاله ، و شعره و موشحه و نثره .... لقد تأثر الأدب الأندلسى بالبيئة التى نشأ فيها ، و نقل لنا صورة مشرفة على التفاعل الحضارى بين العناصر السكانية فى الأندلس ، و عن حب الأندلسيين لوطنهم ، و جهادهم و تضحياتهم . كانت العصبية - بمفهومها الشامل - من الظواهر التى نقلها لنا الآدب بصورة دقيقة ، تتكشف للباحث بالدرس و استقراء الأدب بكافة أشكاله ، و من أنواع العصبيات التى نقلها لنا الأدب : 1- العصبية القبلية : و صور لنا الآدب العقلية الأندلسية فى بداية قيام الدولة ، و استمرارهم فى التمسك بمفهوم القبيلية ، و التعصب لها ، بما حلوه معهم من المشرق إذ نتج عن هذه العصبية انقسام فى الصف العربى ، و تفرق كلمتهم . 2- العصبية العرقية : و يتضح من الأمثلة الوارة فيها سعى الآجناس غير العربية للنيل من مفهوم السيادة العربية ، و الدعوة للقضاء عليها . الامر الذى ألهب مشاعر بعض قادة العرب للثورة على هؤلاء ناصرين و منتقمين لأنفسهم . 3- العصبية الدينية : و هنا يتضح للقارئ مفهوم التسامح الإسلامى ، و الحرية الدينية لأهل الديانات الآخرى ، و لم يكن أهل الإسلام ليتعصبوا لدينهم إلا عندما سعى بعض المنحرفين للنيل من الدين الحنيف و التشكيك فيه . 4- العصبية المذهبية : إذ سيطر المذهب المالكى فى القرون الأولى على الفقه الأندلسى ، و لم يسمح لغيره من المذاهب أن تطأ أرض الجزيرة ، خوفا من التفرق المذهبى ، هذا الامر أشعل نار العصبية فى الوقت الذى دعا فيه العال ابن حزم إلى مذهبه الظاهرى . 5- العصبية الإقليمية ( الجغرافية ) : و تعكس مفهوم انتما الأندلسيين لوطنهم ، و سعيهم للدفاع عنه فى وجه المشارقة و أهل العدوة بإنتاج علمى يخص وطنهم و قومهم . إن العصبية فى الدولة الأندلسية ، قد خلقت لنا أثرا واضحا فى الآداب الأندلسية ، و ربما كان لهذه العصبية - بكافة أنواعها أثر فى تقهقر الدولة الأندلسية و تراجعها ، الأمر الذى جلب لها الانقسام إلى طوائف و دويلات تدبر المكائد لبعضها البعض . و يعرض هذا البحث لصور العصبية فى الأدب الأندلسى فى الشعر و الموشح و الازجال و الأمثال و النثر ، و فى البحث دراسة فنية لأبراز الخصائص الفينة لأدب العصبي ، و ...
-----------------
------------------------------