القصيدة الطويلة في الشعر العربي الحديث
الوصف:
القصيدة الطويلة في شعر التفعيلة ظاهرة مهمة، خصها النقاد بفصول من دراساتهم في الشعر العربي الحديث، ظاهرة التقى النقاد فيها عند الخصائص أو السمات، وافترقوا عند التسمية أو المصطلح، فتوزعوا بين قصيدة طويلة، وقصيدة كلية، وقصيدة مركبة.. وظلت القصيدة الطويلة التعبير الأكثر شيوعا وترددا، والمصطلح الذي حكم الدراسة منذ بدايتها، فقد كان في كلام القدماء بشأنها ما يطمأن معه إلى التسمية، بدأت القصيدة الطويلة متأثرة بالمطولات الرومانسية السابقة، وبالنماذج الأجنبية، وبشكل خاص الأرض اليباب ل ت.اس.اليوت، ثم راحت تبحث عن رؤاها والتشكيل بعيدا عن الانبهار بالنموذج الأجنبي، وضمن إطار عربي تراثي. وقد اختلفت القصائد الطويلة في بنيتها تبعا لاختلاف الأصوات التي سادتها. بدأت قصيدة قصصية مع بدر شاكر السياب، ثم قصيدة تجريبية في اللغة والتشكيل مع أدونيس، واهتمت بالفكرة الشاعرة عند أمل دنقل، وغلبت عليها الخطابية والتحريض عند سميح القاسم، واتجهت إلى مسرحية النص عند بلند الحيدري، ثم كان هذا البناء الدرامي عند محمود درويش ومظفر النواب. وكما تفاوتت القصيدة الطويلة في البنية، تفاوتت في أسباب الإطالة. فمن القصيدة التي طلت لتعبر عن حدث بحجم خراب بيروت، إلى القصيدة التي أرادت أن تعيد تصوير خط السير التاريخي، إلى القصيدة التي خرج بها شاعرها من دائرة الهم الشخصي إلى دائرة الهم الإنساني، إلى قصيدة طالت، لأنها انفتحت على فنون أخرى في الكتابة كالقصة والمسرحية إلى القصيدة التي أعادت صياغة رمز كامل، وقدمته في رؤية جديدة. وكان الرمز التراثي، هو السؤال الأكثر أهمية في مضمون القصيدة الطويلة إلى جانب سؤال الرفض والثورة، والسؤال الاجتماعي. في حين كانت اللغة المنفحتة على مختلف أشكال التعبير سؤال القصيدة المهم في التشكيل، إلى جانب سؤال الصورة
-----------------
--------------------------------