صورة المغول في الشعر العربي-العصر المملوكي
الوصف:
تناولت هذه الدراسة موضوع (صورة المغول في الشعر العربي في العصر المملوكي) وقد نبغت أهمية هذه الدراسة من الأثر الذي خلفه الغزو المغولي على البلاد الإسلامية في ذلك العصر، فقد قتل المغول آلاف المسلمين، وأسروا، وسبوا، ونهبوا الأموال، وهدموا الكثير من صروح العلم والمدنية. ولعب المماليك دورا مهما في جهاد المغول، فانتصروا عليهم في معارك عديدة، وصدوهم عن بلاد المسلمين. وخلال مرحلة الصراع دخل الكثير من المغول في دين الإسلام، وانخرط بعضهم في مجتمع المسلمين وأصبحوا جزءا منه. وقد واكب الشعر العربي في العصر المملوكي هذه المرحلة من الزمن، فكان الشعراء اللسان المعبر عن الأمة ومصابها، فصوروا فظائع المغول في المدن الإسلامية، وحثوا على الجهاد، وتابعوا بشعرهم هزائم المغول، ومصيرهم الذي آلوا إليه، كما عبروا عن جوانب من العلاقات بين المسلمين والمغول بعد اعتناقهم الإسلام. ومن هنا جاءت الدراسة لتعطي صورة عن المغول الذين غزوا بلاد المسلمين في حالتي النصر والهزيمة، ولتوضح التطور الذي طرأ على تلك الصورة بعد دخولهم في الإسلام، وقامت هذه الدراسة على أساس منهج وصفي، واستقرائي، وتحليلي. وقد ظهر من خلال البحث أن الشعراء في العصر المملوكي نظموا بعض القصائد ونسبوها لشخصيات مشهورة أدعوا فيها التنبؤ بالغزو المغولي، كما قدموا تعليلات مختلفة لذلك الغزو، وصوروا عنفه وقسوته، والأثر الذي خلفه في نفوس المسلمين. وأعطوا صورة للمغول قبل الهزيمة، فأشاروا إلى أسمائهم المتعددة، وتحدثوا عن عقيدتهم، وعددهم، وعدتهم، وأطماعهم، وبعض خططهم العسكرية، وعن صفاتهم وأفعالهم في المدن الإسلامية المحتلة. ولم يفت شعراء هذا العصر أن يتحدثوا عن التحالفات التي أبرمت بين المغول وغيرهم من الأمم، كما صوروا جوانب من العلاقات بين المسلمين والمغول بعد اعتناقهم الإسلام. وكشفت الدراسة عن الصورة التي رسمها الشعراء للمغول بعد هزيمتهم أمام المسلمين، فقد تحدثوا عما أصابهم من قتل، وأسر، وأشاروا إلى استيلاء المسلمين على بعض حصونهم التي شيدوها في بعض البلاد، واتخذوا فيها حاميات لهم، ووصف الشعراء حالتهم النفسية بعد الهزيمة، وعرضوا بهم، ووازنوا بين حالهم قبل الهزيمة وبعدها، كما رسموا صورة للمصير الذي آل إليه عدد من قادتهم. وبينت الدراسة أيضا المسافات الفنية لشعر تلك الحقبة، فتم ...
-------------------
--------------------------------