الأسطورة في الشعر الأردني الحديث
الوصف:
خطت الأسطورة حروف توظيفها في سفر الأدب، وتجرأت على اقتحام ساحة الشعر الحديث من بوابته الأمامية، وصار لها حضور دائم، حتي بنت لنفسها ركنا خاصا من أركان القصيدة الحداثية، إذ قدمت للنص الشعري الرؤية الفوقية، وأسهمت في انفتاحه على آفاق التراث وفضاء الإنسانية، موصلة إياه إلى خط السبق الحداثي، ولم يكن زيفا استطاعة الرؤية الشعرية عبر توظيف الأسطورة أن تحتضن الضدين الأبديين الزمنيين: الماضي والحاضر، أو التراث والمعاصرة ليعقدا صلح توأمة في سبيل خدمة النص المبدع. ومهما يكن تباين توظيف الأسطورة من موطن إلى آخر فإن للأسطورة حضورا مميزا على أرض الشعر الأردني الحديث، ويدا بالغة الأثر في إرساء هوية هذا الشعر وبروز الشعراء الأردنيين. وقد أوفت دراسات أدبية ونقدية حق الكثير من جوانب هذا الشعر، وكانت شمسا نقدية أضاءت معظم أرضه، لكن الأسطورة بقيت في الظل بعيدا عن دراسة شاملة تستقصي توظيف الأسطورة في الشعر الأردني وتحصي أبعاد الأسطورة فيه، فكانت هذه الدراسة لتسهم في فرد صفحاتها للأسطورة وتوظيفها في الشعر الأردني الحديث، وتسلط الضوء كله على مصادر التوظيف الأسطوري، رغبة في إكمال انتشار الأضواء على ساحة الشعر الأردني وجوانبه وميزاته. وقد كان لهذه الدراسة طموح مشروع في الوصول الى محطة تضئ الجانب النظري من الأسطورة، وتدرس علاقتها مع الأدب بشكل عام، والشعر على وجه الخصوص، ومحطة ثانية تظهر المصادر الأسطورية التي أخذ منها نص الشعر الأردني خيوط التوظيف، ومحطة ثالثة تبرز المضامين الأسطورية في هذا الشعر، وتقف طويلا عند رؤية الشاعر وقدرته على نبذ التناقض بين التراث والمعاصرة، وتثبت حدود معلمة لفضاء خيوله.
------------------
----------------------------------