أدب الأخلاق عند الجاحظ
الوصف:
عني هذا البحث بتجلية آثار نزعة الجاحظ الفنية في تناوله موضوعات الأخلاق، ودراستها دراسة تفصيلية معمقة، بوساطة الوقوف على أبرز الطرائق والأساليب الأدبية التي عمد الجاحظ الى توظيفها لوصف الحالة الأخلاقية في عصره وما تضمنه ذلك من نقد لكثير من القيم والعادات والسلوكيات التي كانت سارية في المجتمع أو بين طبقات وفئات معينة منه. وقد جاء هذا البحث في ثلاثة فصول: أما الأول: فكان الغرض منه رسم صورة تقريبية لمنهج الجاحظ في معالجة المسألة الخلقية، وقد بينت أن من أبرز سمات ذلك المنهج: النزعة التعليلية – التأصيلية، واعتماده على النصوص الدينية والأدبية، وعلى الطبع، والعقل، - مصادر أساسية في تفكيره في القضايا الخلقية وما يصدره فيها من أحكام، ومن سماته – أيضًا – النزوع إلي النقد الحر في تصويره أخلاق العصر، وأخيرا النظرة الواقعية، التي تعني بتصوير القيم الخلقية المنعكسة عن الواقع الاجتماعي والسياسي والديني المعاصر للكاتب، تصويرًا صادقًا، في سياق أدبي يميزه من التسجيل التاريخي التوثيقي. أما الفصل الثاني: فخصصته لدراسة أبرز الطرائق الأدبية التي ترسمها الجاحظ في عرض القيم والآراء الخلقية، وتبيان سماتها الفنية، وهي : السخرية والمناظرة، والمشهد المسرحي، والقصة – الطرافة. أما الفصل الثالث- وهو الأخير -: فقد أفردته لاستقراء سمات أسلوب الجاح في خطابه الأخلاقي، في ذلك النوع من كتاباته الخلقية التي غلبت عليها صفة التنظير المباشر، وجاءت على هيئة مواعظ خلقية أو وصايا ...
--------------
-------------------------------