القصة الشعرية عند إيليا أبو ماضي
الوصف:
تناولت الدراسة القصة الشعرية عند إيليا أبو ماضي, إذ وجدت في دواوينه العديد من القصص الشعرية التي اكتملت في أغلبها العناصر القصصية, فشكلت بذلك ظاهرة أدبية يستحق الوقوف عليها, جمعت في طياتها بين الشعر والقصة, التي لم تكن من بدع إيليا أبو ماضي إنما سبقه إليها عدة تجارب ف عصره وما سبقه من عصور أدبية, ما يميز قصص إيليا أبو ماضي كثرتها وحسن سبكها وجمال أسلوبها وتنوع معانيها فكونت مادة خصبة يستحق الوقوف عليها. وقد تعددت الموضوعات التي تناولها إيليا أبو ماضي في قصصه الشعرية, منها ما هو عاطفي ذاكراً فيه أخبار العشاق الذين أودى بهم العشق إلى نهاية الأجل, أو أن احد العاشقين خان الآخر, ومنها ما هو اجتماعي مورداً فيه بعضاً من مشاكل المجتمع كالقر وغيره, ومنها ما هو سياسي مندداً بظلم الحاكم وتخاذل المحكوم, وآخر تعليمي ساقها على السنة الحيوانات والجمادات, وأخيراً فلسفي مسطراً فيه رؤيته الوجودية ومسألة الاغتراب التي عايشها حين فارق الوطن. كما تميزت القصص الشعرية بالنضج الفني, حيث اكتملت في جلها العناصر التي قررها النقاد من تلك التي يقوم عليها بنيان القصة, فأحداث تيسير وفق تسلسل منطقي, وشخصيات تتماشى مع الأحداث, وحوار بين الشخصيات وزمان مساير للأحداث والشخصيات, ومكان هو بطبيعة الحال وعاء لجميع وقائع أحداث القصة وشخصياتها. ولم تغب عن القصص الشعرية تلك التفاصيل التي هي من مكونات بنائها, فالراوي له حضور فيها, والعناية باختيار الموضوع يلمس في توشيح القصة الشعرية, كما أن للصورة الفنية تواجد بإضفاء جماليات على القصة ومساهمه في بناء عناصرها, كما أن للإيقاع صدى على القصة الشعرية بوجه عام. لتخلص الدراسة إلى أن فن القصة له حضور بالشعر بل وعلى أعلى مراحل النضج الفني للقصة في بعض الأحيان, وما ..
-----------------
--------------------------