المصدر في القرآن الكريم
الوصف:
مما لاشك فيه أن القرآن الكريم هو البيان المعجز وباعث نهضة علمية، ورائد فكر قويم، فنشأت على هامشه أبحاث وعلوم وصنفوا فيها كتباً وأسفاراً، أفاد منها كل مظهر من مظاهر النشاط الفكري والعلمي لأنه الكتاب الذي لا تفنى عجائبه ولا تخلق جدته، ولا جرم أن المصدر ينبوع الألفاظ العربية وبه امتدت اللغة ونشأت وتعظمت وانبثقت الاساليب والمعاني وهو اسطوانة اللغة وأساس المشتقات، ويرتبط معرفة نصوص القرآن العظيم به كثيراً من هنا تولدت فكرة البحث عنه، كما وجدت نفسي أن أكون من جنود القرآن الكريم، لأن جمال نصوصه قد حبب إلى، فألقيت نفسي من خلاله إلى غمار الصرف والنحو والبلاغة فسجلته معتمداً على الله ومستنصراً إياه. وكان عنوان هذا البحث (المصدر في القرآن الكريم) ويشتمل على مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة، ففي المقدمة حددت موضوع الاطروحة، وبينت الهدف من اختياري له، وهو أنني وجدت أهمية لدراسة المصدر في القرآن الكريم، فبه يفهم القرآن بلاغياً ويدرك ما فيه من روعة بيان، وحسن تأليف وبراءة تراكيب ودقة ائتلاف ألفاظ، ثم وضحت الصعوبات التي واجهتني في إخراجه لأن استخراج قضاياه الصرفية والنحوية والبلاغية ليس بأمر يسير، وهو متفرقة متشابكة، وما كانت مهمتي إلا تلاوة القرآن أناء الليل وأطراف النهار وقراءة كتب المعاجم والصرف والنحو وفقه اللغة وكتب التفاسير والقراءات وكتب الأعاريب والدلالات وكل ما يتعلق بموضوعي، وإن كثيراً من الأفكار في هذا البحث قد كانت مثال خلاف وجدال بين العلماء قديماً وحديثاً فالعلماء والباحثون قد أطالوا الوقوف ودققوا النظر في جوانبه المختلفة. وختمتها بالشكر الجزيل لأستاذي الفاضل المشرف محمد بركات ابوعلي ولمن قدم إلى المعونة. وأما الفصل الأول فقد خصصته لدراسة المصدر وبنيته الصرفية، وبينت فيه المصدر ومفهومه وتعريفه وأصالته في الاشتقاق، وأقسامه، وأبنيته من الفعل الثلاثي المجرد وغير الثلاثي المجرد، وصياغتها، وارتباطها بالمتعدي واللازم والصحيح والمعتل، ووضحت أسم المصدر ومصدر المرة ومصدر الهيئة والمصدر الميمي والمصدر الصناعي والمصدر المؤول مع أوزانها وصياغتها، كما تناولت جمع المصدر فذكرت مذاهب العلماء فيه. وحددت الفصل الثاني لدراسة تركيبة المصدر فيبنت فيه إعمال المصدر ومذاهب العلماء فيه، كما ذكرت فيه إعمال اسم المصدر والمصدر الميمي وآراء العلماء فيه وختمته بالمصدر المؤول مع بيان مواقع إعرابه. وأما الفصل الثالث فقد عقدته لدلالة المصدر، فتناولت فيه دلالته الصرفية من خلال أوزانه المختلفة، ودلالة المصدر الميمي، ودلالة المصدر المؤول مع (أن) كما بينت دلالته النحوية البلاغية موضحاً الأخبار بالمصدر عن الذات للمبالغة وورود صفة وحالاً بمعنى اسم الفاعل واسم المفعول للمبالغة، والمصدر بين الثبوت والتجدد ومجئ المصدر منكراً للدلالة على التعظيم أو التقليل أو التعميم أو غيرها ودوره في التشبيه والمجاز والاستعارة والكناية والطباق والجناس وغيرها. وتتضمن الخاتمة أهم نتائج البحث، وهذا البحث المتواضع خطوة جديدة تعني ....
---------------------
-------------------------------------