الوجهة الاجتماعية في منهج التحليل اللغوي في الخصائص عند ابن جني - مدونة الرسائل الجامعية العربية

الجمعة، 19 فبراير 2016

الوجهة الاجتماعية في منهج التحليل اللغوي في الخصائص عند ابن جني

الوجهة الاجتماعية في منهج التحليل اللغوي في الخصائص عند ابن جني


الوصف:

تقوم الدراسة على تبين دور ابن جنى فى التحليل اللغوى من خلال رصد الإشارات و الملاحظات المتفرقة فى كتاب الخصائص التى تشير إلى تنيه ابن جنى و عنايته بالجانب الاجتماعى للغة ، ثم جمع هذه الاشارات و وضعها فى إطار نظرى يشكل نظرية فى الوجهة الاجتماعىية للمنهج اللغوي عند ابن جنى فى ضوء اللسانيات الاجتماعية . و السؤال الذى ستجيب عنه الدراسة : هل التفت ابن جنى إلى البعد الاجتماعى فى وصف العربية و رسم معايير النظام النحوى ؟ ثم ما مدى العمق الذى نفذ إليه فى بيان وجود العلاقة بين النظام اللغوى و المحيط الخارجى للغة ؟ . و تبرز أهمية الدراسة فى مساهمتها فى إحياء أصل من أصول الدرس اللغوى عند العرب من خلال عمل ابن جنى فى الخصائص خاصة . و قد قدمت اابحث بفكرة عامة حول علم اللغة العام من خلال التعريف بالمدارس اللغوية كالبنانية و الوظيفية ثم المدرسة الاجتماعية الانجليزية التى تمثل فيها الاتجاه نحو علم اللغة الاجتماعى . ثم وقفت عند العناوين البارزة فى علم اللغة الاجتماعى و التى ستخدم البحث عند الربط بين علم اللغة الاجتماعى و إشارات ابن جنى لاجتماعية اللغة . و قبل البدء بالتحليل اللغوى الداخلى . قصد ايضاح صورة الفرق بين المنهجين فى التحليل اللغوى من حيث الأصوات و الأبنية و الأعاريب و التراكيب . و ذلك من ىخلال تناول بعض المسائل اللغوية التى وردت فى كتاب الخصائص و عرضها عرضا يبين سبيل ابن جنى و نهجه فى المعالجة الداخلية للغة . مع ايراد بعض الآراء النحوية احيانا لنحاة سبقوا ابن جنى كسيبوبه أو جاءوا بعده كابن مالك و غيره . و لم أعمد إلى الاكثار من الآراء و الأقوال للغويين أو النجاة فى المسألة موضع الشاهد ، فالمسألة اللغوية لم تكن هدفا بحد ذاتها . و ليس فى البغية ترجيح رأى على أخر . و انما كانت العناية متوجهة إلى النهج أو السبيل الذى يسير به ابن جنى بهدف رصد الأشارات و الملاحظات التى تبنئ بنظرية الاجتماعية للغة . و قد فرض الأمر احيانا الوقوف على الشاهد اللغوى غير مرة ولى فى هذا عذر ابن جنى نفسه حين يقول فى الخصائص : اولا تنستنكر إعادة الحكاية . فربما كان فى الواحدة عدة أماكن مختلفة يحتاج فيها إليها . و لم أعمد إلى كتاب الخصائص أستقصى جميع شواهده أحشدها للمسألة الواحدة و إنما أكتفيت بمثال أو اثنين أدلل من خلالهما على الرؤية المنوى أيضاحها . و كان أن واجة البحث مشكلة قلة المصادر و المراجع فيما يتعلق بعلم اللغة الاجتماعية . فمكتبتنا العربية ليست و فيرة المؤلفات فى هذا العلم . أضف إلى ذلك مشكلة التكرار فى هذه المؤلفات . فما ذكره السعران مثلا فيما يتعلق بالمدرسة الاجتماعية الانجليزية و بنظرية فيرث وجدته عند معظم من كتب بعده . نقلا حرفيا أو مختصرا ، و لا زيادة فيه تذكر . و المؤلفات المترجمة لم تسعف البحث كثيرا لقلتها . باستثناء كتاب هدسون فقد أفدت منه كثيرا . كما أفادت منه المؤلفات العربية و اعتمدت عليه ،كما لاحظت مثلا عند صبرى أبراهيم السيد فى كتابه " علم اللغه الاجتماعى مفهومه و قضاياه" أما منهجية البحث فتقوم على استثمار معطيات علم اللغة الاجتماعى و الوظيفية و سياق الحال فى قراءة عمل ابن جنى فى الخصائص قراءة جديدة تكشف عن مظاهر تنبهه إلى العلاقة المتبادلة بين وقائع الكلام فى ذواتها و ما يكتنفها من أحوال موقف الخطاب و سيافه الخارجى . هذا و قد خلص البحث إلى نتائج منها : 1- إن ابن جنى كان يدرك تماما ذال التلاحم بين اللغة و المجتمع منذ اللحظة التى عرف فيها اللغة بأنها أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم . 2- كان ابن جنى يرى أن للغة قطبين ، يتصل أحدهما ببنائها الداخلى . و يتصل ثانيهما بعالمها الخارجى و التواصل قائم مستمر بينهما . 3- قام تحليله اللغوى على المنهجين معا " منهج التحليل اللغوى الداخلى الذى يتناوله بنية اللغة فيحلل و يفسر المتغيرات اللغوية معتمدا على ظواهر و قواعد لغوية محضة ، سواء أكان ذلك فى الأصوات أم فى الأبنية فى التراكيب إلى غير ذلك . ثم منهج التحليل اللغوي الخارجى الذى ميز ابن جنى فيه عدة عوامل تؤثر فى اللغة كالمعنى و التشكيل الاجتماعى و التفاوت الفردى بين المتكلمين . 4- تنبه ابن جنى إلى هذه العناصر متغير فى حد ذاتها . و كل تغيير أو تبديل يطرأ على شخصية المتكلم و المخاطب سواء تعلق بفرض كل مهما أو ذاكرته أو نفسيته أو نبته أو شرعه و عاداته و ثقافته إلى غير ذلك يؤثر على الحدث اللغوى تأثيرا يؤدى إلى المواءمة بين هذه المتغيرات و اللغة من حيث الأصوات و الأبنية و التراكيب ....إلخ 6- اعتنى ابن جنى كثيرا بالسلوك غير الكلامى الذى يصاحب السلوك الكلامى ، و أدرك منذ مئات السنين أن هذا السلوك غير الكلامى يشكل عنصرا أساسيا فى الحدث اللغوى قد لا يستغنى عنه أحيانا . و ربما يحدث إهماله التباسا ما فى المعنى . 7- تحدث عن أدق تفصيلات السلوك غير الكلامى كالانفعال و الاشارة و حركة العين ...الخ ، هذه التفصيلات التى أجريت أبحاث و دراسات عديدة عليها فى عصرنا هذا أثبتت كثيرا مما تحدث به ابن جنى . 8- ذهب ابن جنى إلى أن الكلام المنطوق اكثر صدقا فى التعبير عن المعنى من الكلام المكتوب حتى لو نقل إلينا الحدث اللغوى بعناصرة الداخلية و الخارجية . و هو ما عبر عنه فيرث حين قال الكلام المنطوق دائما فيه دفء الواقع و صدق الحقيقة بخلاف الكتوب فهو جامد ساكن لا حياة فيه ، و يختلف الناس فى ترجمته بالنطق . 9- كان منهج ابن جنى فى تحليله اللغوى منهجا متكاملا حيث قسم عنايته بين عالمى اللغة الداخلى و الخارجى معطيا كلا منهما حقه فى التحليل و دوره فى التأثير . و بعد أن نقول إن ابن جنى كان السابق إلى تمييز هذا الجانب الاجتماعى للغة . و المبادرة للحديث عنه و عن قضاياه . و ان لم يكن السابق إلى مسمياته .



------------------
-------------------------------

مشاركة مع اصدقاء