حسني فريز شاعرا
الوصف:
حسني فريز واحد من الآباء الأردنيين البارزين الذين أغنو الساحة الثقافية ،وأسسوا معالم البنية الأردنية .ولعله ينفرد من بين قرنائه الأدباء بغزارة إنتاجيه ، وتنوعه خلال ستين عاما نظم فيها الشعر وكتب القصص والمسرحيات ، والمقالات ، وترجم مختارات من الآداب الأجنبية ، فاحتل موقعا مهما علي خريطة الحياة الأدبية في الأردن . دخل حسني فريز الساحة الأدبية سنة 1938 بمجموعته الشعرية الأولي هياكل الحب شاعرا يتدفق شعره بالعواطف الملتهبة، ويفيض بالرؤى الوجدانية الصادقة ، فمثلت تلك المجموعة النموذج الرومانسي الذي كان يقظ الحضور في الحركة الأدبية العربية في مصر والعراق والشام والمغرب وبلاد المهجر ،وقد حظي أبو القاسم الشابي وعلي محمود طه وإبراهيم ناجي وجبران خليل جبران وسائر كوكبة الشعراء الرومانسيين بقبسط موفور من الشهرة وذيوع الصيت ، بينما لم يلتفت اتجاه النقد الأدبي العربي إلي الأردن الذي كان في تلك الفترة قاعدة وطنية ترسم أفاق الحلم القومي ،وتعزز مرتكزات النهضة العربية الوحدوية . أتجه حسني فريز بعد ذلك إلي التأليف في الفنون الأدبية الأخرى طغى فيه هذا الاتجاه على المهم الشعري عنده ،فلحقه من ذلك تقصير ملحوظ من الدراسات النقدية المحلية ،فلم تدرس تجربته الشعرية لتوضع في سياقها الفني المناسب ضمن مسار الشعر العربي المعاصر . ويتوقع الباحث أن تكون هذه الدارسة مقتربا نقديا يساهم في إلقاء الضوء على شاعريته . وقعت الدراسة في فصلين وملحق، تناول الفصل الأول منها مكونات المسار الثقافي لدى الشاعر، فوقفت إلي إطار مولده ، وتلمست مظاهر نشأته الاجتماعية . وتناول الفصل الثاني التجربة الشعرية عند حسني فريز، وهي تجربة غنية بتشكيلاتها ورؤاها وموافقها ، فناقش الباحث مجمل آراء الشاعر في الشعر بخاصة وفي الأدب بعامة ، وهي آراء تمثل موقف الشاعر نفسه من الشعر . واتضح أن حسني فريز لم يتقبل تجربة الشعر الحر ، فانحاز إلي بنية القصيدة ذات الوزن العروضي ، ومجد العاطفة والخيال كأي شاعر رومانسي . ثم تناول الباحث مسرحياته الشعرية الخمس (ثلاث منها مطبوعة و اثنتان مخطوطتان ) فحلل رؤى المسرحيات وكشف آفاقها الوجدانية المتمثلة بتعزيز قيمة الحب ، وآفاقها الفكرية التي عززت منظومة من الأبعاد الإنسانية والوطنية كالعدالة والحرية والخير والجمال ، والوجدان العربي القومي .وفصل الباحث الحديث عن البناء الفني في تلك المسرحيات ، وهو بناء يحتوي على أغلب المسرحيات ، وهو بناء يحتوي على أغلب العناصر الفنية اللازمة لمعمار المسرحية لكن علاقات التنامي بين تلك العناصر كانت ثابتة إلي حد معين ، ولم يستغرب الباحث افتقار المسرحيات ألي فنيات متقدمة من التشكيل ؛إذ لم يكن الفن المسرحي مزدهرا وقتئذ ، ولم يلتفت حسني فريز إلى الإفادة من معمار المسرحية الأوربية أو العربية قدر إفادته من الرؤى والأفكار ، فانحصر الفضل الفني في تلك المسرحيات في إنها وظفت الأساطير القديمة ولاسيما شخوصها فكان هذا التوظيف التاريخي إضافة أدبية إلى الساحة الثقافية. وتوصل الباحث بعد دراسته أجواء الرؤى وطراز التشكيل في شعر فريز بعامة ، إلى أنه كان شاعر رؤية وجدانية رومانسية تقدس الحب والجمال والعاطفة وشاعر رؤية وطنية رومانسية تقدس الوجدان العربي القومي ،وشاعر رؤية اجتماعية تنافح عن هموم الطبقة الكادحة ، وشاعر رؤية إنسانية تدافع عن حقوق الإنسان وتشجب الحروب والشر ، فهو شاعر رؤى رومانسية ، أما التشكيل في شعر حسني فريز فقد كان تقليديا يحاكي نماذج شعرية معروفة في الشعر العربي قديما وحديثا وتناول الباحث أيضا أثاره الأدبية من شعر ونثر فعرضها ، ووجد أن له خمسة وعشرين مؤلفا في الفنون الأدبية المختلفة ، للشعر منها مؤلفان " هياكل الحب " ويقع في ثلاثة أجزاء ،جزءان مطبوعان والثالث مخطوط ، وديوان " بلادي " وقد ضمه في الطبعة الثانية لهياكل الحب . وختم الباحث دراسته بملحق يحتوي على نماذج مخطوطة " مختارة ومحققة " من شعر الشاعر وبخاصة تلك التي لم تنشر إطلاقا في الصحف والدوريات وكان الاختيار قائما على
-----------------
------------------------------