الرفض في شعر القرن الرابع الهجري
الوصف:
الرفض تعبير عن معارضة الرافض، وعدم رضاه عن واقعه، ومخالفته لما هو قائم، وقد عبر كثير من شعراء القرن الرابع الهجري عن رفضهم لبعض سلبيات أحوال عصرهم، السياسية والاقتصادية والاجتماعية، كما عبروا عن ضيقتهم وضجرهم من بعض الأمكنة وبعض قضاياهم الخاصة، وثمة دواع للرفض منها : ضعف الدولة وانقسامها، وضعف بعض الخلفاء، وانحسار النفوذ العربي، وسيطرة الأعاجم على الحكم، وغلبتهم على مقاليد بعض الأمور، وقيام الفتن والاضطرابات، وسوء الأحوال الأمنية والفقر وغلاء الأسعار والإجراءات المالية الظالمة، وانتشار عادات وتقاليد مخالفة لعادات المجتمع الإسلامي وتقاليده، ورفض كثير من الشعراء الواقع السياسي المتردي، وصوروا التنازع على الخلافة، ورفضوا أيضاً سوء تدبير بعض الحكام، وظلمهم، وفسادهم الإداري، كما رفضوا تحكم الأجانب في أمور الدولة واهتمام الولاة بمصالحهم الخاصة، كما رفض كثير من الشعراء التناحر بين العرب والعجم، ورفضوا التمايز الحاصل بين فئات المجتمع، فقد عاش الناس في مستويات مختلفة نتيجة لتفاوت مقدراتهم المالية، فظهرت نقمة الفقراء على الأغنياء، وأبدى الشعراء رفضهم لذلك التفاوت الطبقي، كما رفض الشعراء بعض التقاليد الاجتماعية والاتجاهات الأخلاقية، وعابوا على كثير من الأفراد سلوكهم المخالف لقيم الأمة وتقاليدها وعاداتها، فرفضوا الكذب والغدر والخيانة والشر والنفاق وغيرها. كما رفض الشعراء كثرة الضرائب، ومصادرة الأموال دون حق، والإجراءات المالية الظالمة كما رفضوا الفقر وغلاء الأسعار وعبروا عن همومهم الذاتية فرفضوا الزمان وما يأتي به من خطوب ومصائب. ورفضوا بعض الأمكنة لما لاقوه من مصاعب أو لكرههم أهل تلك الأمكنة ورفضوا السجن وأظهروا مرارته، كما رفض بعضهم الشيب والكبر وشكوا المرض، ووقفوا أمام الموت موقف الحزن والضعف، حائرين يعبرون عن ألمهم ودهشتهم, وشعر الرفض يعبر عن تجربة أصحابه، ويصور نفوسهم ويحكي آلامهم وهمومهم، ويصف حالتهم ويظهر طريقة معيشتهم كما فعل شعراء الكدية، وشعر الرفض أيضاً فن يرتبط بالحياة لما عني به من تصوير لجوانبها المختلفة، وكشف كثير من حقائقها وقد ...
------------------
---------------------------