زكريا تامر والقصة القصيرة
الوصف:
يقدم هذا البحث لمحة موجزة عن واقع القصة العربية السورية منذ ظهور هذا الفن الحديث، وحتى فترة الثمانينات، وذلك في محاولة لبيان موقع القاص زكريا تامر من هذه المسيرة على وجه التحديد، ومن ثم بيان دوره بما يقدم من مفهوم جديد عن القصة القصيرة، متجاوزاً بذلك كل المفاهيم السائدة في الستينات، وذلك من خلال إبراز جوانب من حياه القاص، ورؤيته الفكرية بالاستعانة بمجموع ما كتب من مقالات وآراء في الصحف والمجلات، كما تعرضت الدراسة للمضامين الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي تناولها زكريا في مجموعاته الخمسة، والتي اتضح أنها تسير وفق خط واحد يقول بإنسحاق الفرد، وتضاؤله وانهزاميته وسلبيته أمام السلطة القائمة بكافة أشكالها، كما تناول البحث البناء الفني الجديد القائم على التجريب، إذ تعد قصصه مجالاً خصباً لألوان من الدراسة، إذا افاد من الاتجاهات المختلفة فاتخذ أسلوباً جديداً مشوباً بلمسة تأثرية أجنبية- في بناء القصة مستخدماً اللغة الإيحائية المليئة بالحدة والتوتر، وحركة الشخصية المحورية، المتمثل بالحوار الداخلي (المنولوج) في جو من الأحلام والكوابيس التي تعكس صراع الفرد الداخلي (البحث عن معنى الوجود) والخارجي المتمثل بنماذج السلطة القمعية، وخلص هذا البحث إلى أن أزمة الإنسان في قصص زكريا تامر هي أزمة متأصلة أزلية، لا يمكن للفرد الانفلات منها بسبب حالة الاغتراب التي تغلف حياته على صعيد الأسرة، والعمل، والشارع، والبستان، ولذا نراه ينزع إلى فكرة التدمير، والتمرد في كثير من .....
----------------
-----------------------------------